العلماء، ثم سافر إلى دهلي وولي على تسبيح خانه في أيام
شاهجان ابن جهانكير فاستقل بها زماناً، ولما دارت الحرب بين أبناء السلطان اعتزل عن تلك الخدمة
ورجع إلى بلدته وأقام بها إلى أن تولى المملكة عالمكير بن شاهجهان فذهب إلى معسكره وعرض
عليه رسالة للامام الغزالي وكانت مكتوبة بيد المصنف ففرح به عالمكير وقربه إليه وسأله: هل كان
أحد من آبائك من عبيد الدولة؟ فأجابه: أنهم كانوا عباد الله وإني لسوء الحظ دخلت في عبيد الدولة،
فاستحسن جوابه عالمكير وأعطاه المنصب وجعل دبيراً في ديوان بخشي أول فاستقل به زماناً ثم
اشتاق إلى الحج والزيارة فسافر إلى الحرمين الشريفين وأعطاه عالمكير ثلاثمائة ألف من النقود لأهل
الحرمين فاشترى بها الأرز والأكسبة بمدينة سورت ثم باعها بجده فحصلت له تسعمائة ألف ففرقها
على أهل الحرمين وأخذ عنهم الوصولات وأقام بمدينة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثة أعوام وفي
كل سنة كان يذهب إلى مكة المباركة ويحج ثم حصل سند الفراشي للحرمين من سلطان الروم
لعالمكير ورجع إلى الهند ففرح عالمكير بحسن خدمته وأعطاه ألفين له وألفين للخيل منصباً ولقبه
نواب أنور الدين خان شهامة جنك كما في أساس كرنالك.
وقال خافي خان في منتخب اللباب: إنه لما فرغ من البحث والاشتغال سافر إلى دهلي وتقرب إلى
عالمكير فسأله عن آبائه وجدوده فأجابه بما ذكر، فرضى الملك عنه لصدقه وحيته وجعله دبيراً في
ديوان مخلص خان البخشي وطفق يلقبه بخان فقبل المنصب والخدمة وأبى اللقب وأقام بتلك الخدمة
مدة ثم استعفي عنها وعزم على سفر الحجاز فأعطاه عالمكير بضعة لكوك ليفرقها على الفقراء في
مكة المباركة فرحل إلى الحرمين الشريفين وحج وزار ورجع إلى الهند ومات بعد وصوله إلى
أورنك آباد قبل أن يدرك السلطان، انتهى.
توفي لخمس خلون من رمضان سنة عشر ومائة وألف بأورنك آباد فنقل جسده إلى كوبامؤ كما في
أساس كرنالك.
خواجه محمد باسط الدهلوي
الشيخ الصالح الخواجه محمد باسط بن محمد جعفر بن محمد قاسم بن محمد مؤمن بن علي جان
الموسوي الحسيني الدهلوي، كان من نسل الشيخ علاء الدين العطار النقشبندي، أخذ عن أبيه ولازمه
ملازمة طويلة حتى برع وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون وتولى الشياخة بدهلي مكان والده
المرحوم.
له مصنفات منها الشجرة العلية أوله: الحمد لله الواحد الفرد الأحمد الصمد، إلخ، قد بسط القول فيه
في اعتزاء الطرق النقشبندية إلى الأئمة الطاهرين من أهل البيت نفعنا الله ببركاتهم، ويفهم من بعض
كلامه أنه تفضيلي، وللشيخ ولي الله ابن عبد الرحيم الدهلوي المحدث أبيات بالعربية مقرظاً على
بعض رسائله:
رأيت وريقات تدل بنشرها على بشر نحرير لها هو ضابط
جليل كريم النفس والعرق ماجد بجلته الفيحاء لمن لاذ حائط
وما كان من مدح فقيه ثبوته وما كان من قدح فذا عنه حائط
ولا غرو بيدي نكتة ألمعية إذ العلم مبسوط وذلك باسط
وكتب إليه العلامة عبد الجليل البلكرامي يطلب منه ربيع الأبرار للزمخشري:
أيا باسط الأيدي أيا غيث الندى صيرت مزرعة العطاء مريعاً
لا غرو إن نطلب ربيعاً منكم فالغيث يعطي العالمين ربيعاً
السيد محمد باقر البلكرامي
الشيخ العالم الفقيه محمد باقر بن داور بخش بن أبي الفتح بن عبد الباقي بن الحسين بن فضل الله
الحسيني الواسطي البلكرامي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببلكرام وقرأ العلم على السيد فريد الدين
والسيد نور الله ثم لازم السيد عبد الجليل وانتفع به