يطوف حواليه المكارم والعلى طواف حجيج حول بيت مبجل
توفي في آخر رجب، وقيل: جمادى الأولى، سنة ست وعشرين ومائة وألف بمدينة لكهنؤ فدفن بتل
الشيخ بير محمد على شاطىء نهر كومتي.
الشيخ غلام نقشبند البهلواروي
الشيخ الصالح غلام نقشبند بن عماد الدين بن برهان الدين الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد
المشايخ الكرام، ولد بقرية بهلواري سنة ست عشرة ومائة وألف ونشأ بها وقرأ الكتب الدرسية كلها
على الشيخ مجيب الله بن ظهور الله الجعفري ثم أخذ الطريقة منه وتزوج بابنتيه واحدة بعد أخرى،
مات في حياة شيخه لثلاث خلون من ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف، كما في حديقة
الأزهار.
الشيخ غلام نور الأورنك آبادي
الشيخ الفاضل غلام نور بن سعد الله بن أمان الله الحسيني البهاري الأورنك آبادي أحد العلماء
الصالحين، ولد بمدينة أورنك آباد لعشر خلون من محرم سنة تسع وثلاثين ومائة وألف، وقرأ العلم
على صنوه الكبير قطب الدين ولازمه مدة وأخذ عنه الطريقة، ولما مات قطب الدين سنة 1169 هـ
تولى الشياخة مكانه فكان يجرس ويفيد بمدرسة خال أبيه السيد شهاب الدين، أخذ عنه خلق كثير، وله
مصنفات منها حاشية على صدرا وحاشية على مير زاهد أمور عامه وحاشية على مير زاهد ملا
جلال وحاشية على مير زاهد رساله وله غير ذلك من المصنفات، مات يوم الجمعة لثمان بقين من
شوال سنة تسع وثمانين ومائة وألف بأورنك آباد فدفن عند أسلافه، كما في محبوب ذي المنن.
الشيخ غلام يحيى البهاري
الشيخ العالم الكبير العلامة غلام يحيى بن نجم الدين البازهوي البهاري أحد العلماء المبرزين في
المنطق والحكمة، ولد ونشأ بقرية بازه من أعمال بهار وسافر للعلم فقدم سنديله وقرأ الكتب الدرسية
في المدرسة المنصورية على مولانا باب الله الجونبوري، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ بدر عالم
الساداموي، ثم تصدر للتدريس بمدينة لكهنو وكتب حاشية دقيقة على مير زاهد رساله وسماها لواء
الهدى في الليل والدجى فتلقاها العلماء بالقبول وأدخلوها في برنامج الدرس.
وكان رحمه الله درس وأفاد زماناً بلكهنؤ ثم سار إلى دهلي وأخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ
جانجانان العلوي الدهلوي ولازمه خمس سنين ثم رجع إلى لكهنؤ وأقام بزاوية الشيخ بير محمد
اللكهنوي بقرب مسجد الشيخ محمود القلندر، قال الشيخ غلام علي الدهلوي في مقامات مظهرية: إن
غلام يحيى أخذ عن بعض المشايخ القادرية ثم وجد في نفسه شيئاً فقدم دهلي وصحب الشيخ
جانجانان الدهلوي ولازمه ستة أشهر ولكنه لم ترد عليه كيفية من الكيفيات الروحانية فزاد في السعي
والجهاد حتى كشف الغطاء ووصل في السير والسلوك إلى التجلي الذاتي الدائمي في خمس سنوات
فاستخلفه الشيخ المذكور فاشتغل بالمراقبة وتلقين الذكر وإشاعة الطريقة وترك الاشتغال بالتدريس
حتى ذهل عن العلوم الحكمية، انتهى.
وقال عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي في حاشيته على حاشية غلام يحيى: إنه ترك الاشتغال
بالمعقول قاطبة حتى إنه لما عاد إلى لكهنؤ وعرض عليه بعض الطلبة حاشيته على حاشية السيد
الزاهد وسأل عن مشكلاته لم يقدر على حلها، وكان يدرس ويفيد، انتهى، ومن مصنفاته غير ما ذكرنا
حاشية على شرح السلم بحمد الله وكلمة الحق رسالة له في مبحث وحدة الوجود ووحدة الشهود تعقب
فيها على الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي في سعيه بالتوفيق بين المكشوفين رد عليه الشيخ
رفيع الدين بن ولي الله الدهلوي في كتابه دمغ الباطل رداً بالغاً.
توفي في ذي القعدة سنة ثمانين ومائة وألف بمدينة لكهنؤ فدفن في زاوية الشيخ بير محمد، كما في
بحر زخار.