ويتعشى، ثم يصلي العشاء وينصرف إلى
الراحة مبكراً، ثم يقوم في الليل ويطيل القراءة، وكان هذا دأبه على مر الأيام بعد ما أقام بزاويته في
مونكير.
له مؤلفات كثيرة، من أحسنها: بيغام محمدي في الرد على المسيحية وفيصلة آسماني في الرد على
القاديانية، وقد ظهرت فيه قوة استدلاله وإحكام عبارته وإرشاد رحماني في أحوال مولانا فضل
الرحمن الكنج مراد آبادي وأقواله وتعاليمه، وله مقالات وكتب في الانتصار لندوة العلماء.
توفي لثمان خلون من ربيع الأول سنة ست وأربعين وثلاثمائة وألف، ودفن في زاويته بمونكير.
المولوي محمد علي الموي
الشيخ الفاضل محمد علي بن فيض الله الموي أبو المكارم كان من العلماء المشهورين في رفض
التقليد، ولد ونشأ ببلدة مئو من أعمال أعظم كده، وقرأ العلم على مولانا عبد الله بن عبد الرحيم
الغازيبوري، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، ثم قدم لكهنؤ
وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم عبد العزيز بن إسماعيل الحنفي اللكهنوي، وجد في البحث
والاشتغال حتى برع في كثير من العلوم، وكان يدرس ويصنف، وله عناية بالمناظرة، وظف له
نواب صديق حسن القنوجي، فصرف عمره في العلم برفاهة من العيش، له مصنفات كثيرة.
توفي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وألف.
القاضي محمد علي الكوكني
الشيخ العالم القاضي محمد علي بن القاضي محمد حسن بن القاضي محمد يوسف الشافعي الكوكني
المشهور مركهي - بكسر الميم والكاف العجمية آخرها ياء مجهول - ولد في اثنتي عشرة خلون من
شعبان سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، وولي القضاء ببلدة بمبىء بعد ما توفي والده سنة خمس
وتسعين ومائتين وألف، وانتهت إليه رئاسة المذهب والصدارة بتلك البلدة.
السيد محمد علي الدوكوهي
الشيخ الفاضل محمد علي بن محي الدين الحسيني الحنفي الدوكوهي أحد العلماء المبرزين في الفقه
والعربية، قرأ العلم على مولانا أحمد حسن الكانبوري والعلامة لطف الله الكوئلي وعلى غيرهما من
العلماء، ثم سافر إلى عظيم آباد وتطبب على الحكيم عبد الحميد الصادقبوري، ثم تصدر للدرس
والمداواة بعظيم آباد.
نواب محمد علي خان الطوكي والي إمارة طوك
الأمير الكبير نواب محمد علي بن وزير الدولة بن مير خان الحنفي الطوكي يمين الدولة أمين الملك
نواب محمد علي خان بهادر نصرت جنك، ولي الملك بعد أبيه سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف
بمدينة طوك، وعزله الإنكليز لسبع بقين من شعبان سنة أربع وثمانين ومائتين وألف بعد ثلاث سنين
من ولايته ونقموا عليه قتله أنوب سنكه عم دهرت سنكه صاحب لاوه، فوظفوا له خمسة آلاف ربية
شهرية، فأقام بدينة بنارس واشتغل بالعلم، وأخذ الحديث الشريف عن المفتي عبد القيوم بن عبد الحي
البكري البرهانوي، وقرأ عليه الصحاح الستة قراءة تدبر وإتقان، وصنف الكتب، منها قرة العيون في
شرح سرور المحزون بالأردو في ستة مجلدات كبار، وبذل أموالاً طائلة في جمع الكتب النفيسة
النادرة، ووظف العلماء، فصنفوا له الكتب، وأنفق على طبع الكتب النافعة ونشرها أموالاً، منها
الشروح الأربعة لجامع الترمذي، والشروح الثلاثة للبخاري.
وكان مولعاً بسيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وحليته وغزواته وغزوات الصحابة رضي الله
عنهم، ينفق كثيراً من أمواله في ذلك، وقد أسس مسجداً كبيراً بمدينة بنارس، وعنده مدرسة عالية
للعلوم العربية، ووظف العلماء والطلبة فيها.
مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة بنارس، وقبره بفناء المسجد الذي أسسه بتلك البلدة.