ربية شهرية على وجه المنصب.

الشيخ محمد علي الحيدر آبادي

الشيخ الفاضل محمد علي بن صفر علي بيك الطبسي الشيعي الحيدر آبادي، أحد علماء الشيعة

ومجتهديهم، ولد بقرية طبس من أعمال المشهد سنة خمس وخمسين ومائتين وألف، وقرأ العلم على

علماء العراق والنجف، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وقدم الهند وأقام ببلدة بمبىء

سنتين، ثم دخل حيدر آباد فوظفه نواب مختار الملك بمائة ربية، ووظفه إمداد جنك من خزانته

ثلاثمائة شهرية، فسكن بحيدر آباد وطلبت له الإقامة بها.

له تبيان المسائل ومجمع المسائل، ورسالة في الطهارة، ومنظومة كلها بالفقه، ومفاتيح الأصول في

أصول الفقه، وأنوار الأبصار، وإثبات النبوة بالدلائل العقلية في الكلام، ورسالة في تفسير آية النور،

وله غير ذلك من الرسائل.

السيد محمد علي الكانبوري المونكيري

مؤسس ندوة العلماء

الشيخ العالم الفقيه الزاهد محمد علي بن عبد العلي بن غوث علي الحنفي النقشبندي الكانبوري، أحد

الأفاضل المشهورين في الهند.

ولد بكانبور لثلاث خلون من شعبان سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على

المفتي عنايت أحمد الكاكوروي، ثم أخذ عن السيد حسين شاه الكشميري، ثم لازم المفتي لطف الله

الحنفي الكوئلي ببلدة كانبور، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، ثم ولي التدريس بمدرسة فيض عام

فدرس بها زماناً، ثم اعتزل وسافر إلى سهارنبور وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد علي الحنفي

السهارنبوري المحدث، ولازم دروسه سنة كاملة، ولما حصلت الإجازة منه رجع إلى كانبور.

وكان في شبابه أخذ الطريقة عن الشيخ كرامة علي القادري الكالبوي، ثم أخذ عن شيخنا الشيخ

الكبير فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي واستفاض منه فيوضاً كثيرة، فنال الإجازة

منه، فاشتغل بالأذكار والأشغال مدة، وسافر إلى الحجاز فحج وزار، وأقام بمكة المباركة سنة كاملة،

ورجع إلى الهند سنة عشرين وثلاثمائة وألف، وذهب إلى بلدة مونكير فسكن بها، وحصل له القبول

العظيم، وسافر إلى الحجاز مرة ثانية وأقام بها سنتين، ثم رجع إلى مونكير واشتغل بالعبادة والإفادة.

وهو الذي أسس ندوة العلماء سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف لإحياء المدارس العربية وإصلاح

نظام الدرس، ورفع النزاع من الفرق الإسلامية والذب عن الإسلام، فبارك الله سبحانه في مساعيه،

وأسس أعضاء الندوة مدرسة عظيمة بمدينة لكهنؤ سنة سبع عشرة وثلاثمائة وألف، وهي التي

اشتهرت بدار العلوم، نفع الله بها المسلمين.

وكان للشيخ محمد علي منذ أيام الطلب والتدريس إلمام بما يجري حوله من حوادث وتيارات، وكان

يتتبعها بعقل واع ونفس حساسة، ورأى نشاط القسوس المسيحيين ودعاة التبشير في نشر النصرانية

وتشكيك المسلمين في عقيدتهم ودينهم، ورأى خطر ذلك على الشباب وأبناء المسلمين، فأقبل على

دراسة النصرانية ومراجعها وحججها، وشمر عن ساق الجد للرد على القسوس والمبشرين، وأصدر

صحيفة لهذا الغرض سماها منشور محمدي واستمرت في الصدور نحو خمسة أعوام، وألف في رد

المسيحية كتباً قيمة، منها مرآة اليقين وآئينة إسلام ودفع التلبيسات ومن أهمها بيغام محمدي.

وكان قد اطلع في أثناء رده على المسيحية، ومناظرته مع القسوس والمبشرين على مواضع الضعف

في صفوف العلماء والذين تقع عليهم مسؤلية الدفاع عن الإسلام، وعلى مداخل الفساد والزيغ والإلحاد

بانتشار التعليم الجديد في البلاد، وكانت فتنة التكفير وخصومات العلماء المذهبية، وتنازع الطوائف

الإسلامية قد بلغت أوجها في هذه الفترة، وقد أصبحت المدارس والمساجد مركز حروب داخلية،

وازدحمت المحاكم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015