نظنك شمس الدين والخير إننا رأيناك مما جانب الشرق قادما
فينصرك الرحمن نصراً مؤزراً فكنت بأعباء الوزارة قائما
تدبر تدبيراً تسوس سياسة وتعمر ما قد خربوه فطالما
وأدرك عباد الله من قد وجدتهم أضربهم من كان من قبل حاكما
فكن أنت جباراً لكسر أصابهم قديماً وأيضاً للجروح مراهما
وتأخذ للمظلوم من كل ظالم وتنصر مظلوماً وجدت وظالما
وكنت لأهل البغي حرباً محارباً وكنت لأهل الرشد سلماً مسالما
تقوي ضعيفاً قد أتا بضعفه وتضعف من قد كان للخلق هاضما
وصدق ظنون الناس فيك جميعهم فإنهم يرجون منك مراحما
وقال يرثي ابن عمه السيد أحمد سعيد:
لقد مات إذ مات ابن عمي وعمتي مكارم أخلاق وحسن الشمائل
طلاقة وجه للقاء وتبسم وحسن بيان لاجتماع المحافل
وما رزئت عثمان قط بمثله نساء بني عرفان شر الثواكل
وكان ضحوك السن أطيب ليناً ولم يك بالفظ الغليظ ولا يلي
تراه جبال الحلم عند سكوته وإن يتكلم كان سحبان وائل
وكان رزيناً زينة القوم والندى لمشهده النادي كروض البلابل
وقال يرثي ابن عمه السيد محمود مهدي:
جل المصاب وعم خطب فادح حزن القلوب وفاضت العينان
إنا رزئنا خير إخوان لنا من آل عثمان ومن عرفان
إنا رزئنا من يعز نظيره فينا ومن هو نحبة الأخوان
قد كان محموداً ومهدياً ومن آل النبي خلاصة الإنسان
قد كان ذا رفق بنا وطبيبنا عضد العشيرة عمدة الجيران
قد كان ذا خلق يمازح دائماً طلق المحيا ضاحك الأسنان
فليبكه المرضى الذين إذا أتوا ذهبوا به معهم بكل أوان
قد كان يخدم من يداوي خدمة بيديه والرجلين ثم لسان
ولربما أعطى الدواء من عنده لله محتسباً ليوم ثان
وقال مضمناً لقوله تعالى "إنه كان وعده مأتيا":
يا خليلي لا تيأسن وترجى وإن أجرمت بكرة وعشيا
وتناهيت في فجور وفسق وضلال تكبراً وعتيا
وتنحيت وانصرفت علوا إذ هوى الناس سجداً وبكيا
رحمة الله وارج منه نجاة يمح ما جئت ذاكراً ونسيا
وتجد ربنا حفا بك حفواً إنه كان بالعباد حفيا
وعد الله ربنا الذي تاب ثواباً يوم الجزاء وفيا