بالحديث، شديداً في مذهبه، شديد النكير على الحنفية

والمقلدين، وكان قليل التكلف كثير المؤاساة بالأصدقاء، سخياً كريم النفس، له جسم ممتلي وهامة

كبيرة، وكان ضخم القوائم.

ومن مصنفاته مقدمة في الصرف، ومقرب في النحو، والزيادات الوافية على الكافية الشافية، وشرح

ديوان حسان، والإنصاف فيما جرى في نحو أبي هريرة من الخلاف، وكتاب ذكاة الصيد في أن ما

أصابه الرصاص ونحوه بحيوان محرمة وشق جلده حلال.

ومن أبياته ما كتب إلى من جرول يشكو فيها فتية من الأنصار:

أقول لنفسي في الخلاء ألومها لك الويل ما هذا التخشع والذكر

ومن أجل أن خانت عهودك عصبة يهمهم الدنيا وما إن لهم عذر

هم بسطوا تلك الأماني حقبة فلما اطمأن الأمر واستحصد الأمر

وبانت بنات الشوق يحنن نزعا وضم الحشا منها الحباب فلا صبر

وكانوا طويلاً يأملون خيانتي فما خنت يوماً لا ولا غالهم مكر

على غير شيء قلبوا لي مجنهم وضحوا بقلبي ضحية ما لها نكر

ولم يرقبوا ولا الدين راعهم ولا سطوة الله العزيز ولا العذر

ولا رحموني إذ منيت بشقوة ولا حفظوا في الوداد فما دروا

أتشكو فما الشكوى تفيد ولا البكا بمغن فتيلاً لا ولا شأنك الختر

ولا أنت ممن يكثر القيل في الخنى ولا دأبك التملاق يوماً ولا الهجر

أم السلو والهجران من غير بغضة أحب بلى إن السلو له أصر

وكم قد منيت من زمان بغصة وفجع ونقض فاصطبرت لها صخر

فلا تشمتي الأعداء يا نفس إنني صبور على العسراء إن غرني دهر

وله يذم قثاء الطوك ويمدح خربزه وهو البطيخ:

لا تأكلن إما مررت التوكا قثاءه فإن فيه النوكا

اقبح به من منظر يدهوكا يظل في الإعياء منه فوكا

واخضم من البطيخ ما يزهيكا فإنه السردي الذي يدعوكا

للأكل والتطراب قد يندوكا

مات في الخامس عشر من رجب سنة إحدى وستين وثلاثمائة وألف بعليكره ودفن بها.

مولانا محمد أحسن النانوتوي

الشيخ العالم الفقيه محمد أحسن بن لطف علي بن محمد حسن الصديقي الحنفي النانوتوي، أحد

الفقهاء المشهورين، ولد ونشأ بنانوته، وسافر للعلم إلى دهلي فقرأ على مولانا مملوك العلي وعلى

غيره من العلماء، ثم أخذ عن الشيخ عبد الغني ابن أبي سعيد العمري الدهلوي، ثم ولي التدريس في

المدرسة الكلية ببلدة بريلي قصبة بلاد روهيلكهند، وسافر إلى الحجاز سنة ثلاث وثمانين ومائتين

وألف فحج وزار واستفاض من شيخه عبد الغني المذكور بالمدينة المنورة فيوضاً كثيرة، ثم رجع إلى

الهند ودرس وأفاد، وخرج وصنف.

له مذاق العارفين ترجمة إحياء علوم الدين، وأحسن المسائل ترجمة كنز الدقائق، وتكملة غاية

الأوار، وترجمة الدر المختار، وأحسن البضاعة في مسائل الرضاعة، وغير ذلك، ومن مآثره الجميلة

تصحيحه وتحشيته حجة الله البالغة، وإزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء للشيخ ولي الله بن عبد الرحيم

العمري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015