الدهلوي المحدث، ثم نشرهما من دار الطباعة الصديقية له، جزاه الله عن المسلمين خير
الجزاء.
توفي لتسع خلون من شعبان سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف.
مولانا محمد أحسن الكيلانوي
الشيخ الفاضل محمد أحسن بن السيد شجاعة علي الواسطي الحنفي الكيلانوي البهاري، كان من
ذرية الشيخ أبي الفرح الواسطي الحسيني البهاري، ولد بكيلاني قرية في ولاية بهار سنة اثنتي عشرة
وثلاثمائة وألف، وأقبل على العلم في كبر سنه، ورحل في طلبه بعد ما تزوج وولد له، فقرأ
المتوسطات على مولانا نعمة الله النبي نكري في مظفر بور، والمعقولات على المفتي واجد علي بن
إبراهيم البنارسي، والهيئة والهندسة على المفتي نعمة الله بن نور الله اللكهنوي وأتقنهما، واشتغل
بتصحيح المقالة الأولى للطوسي في الأقليدس وتحشيتها، وطبع هذا الكتاب للمرة الأولى بعنايته
وتحت إشرافه، وأخذ عن الشيخ فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، كما صرح به في حاشيته
على حاشية بحر العلوم يقول: هذا مما استفدته عن الشيخ فضل حق، انتهى.
وأخذ الفقه والحديث عن مولانا أكبر علي الرامبوري المحدث ومولانا عالم علي الحسيني النكينوي،
واشتغل بالتدريس في مدرسة حكومية في مدينة كيا ثم استقال عن الوظيفة واعتزل في قريته كيلاني
وتصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، وقصده الطلبة من البلاد البعيدة، وكان جل اشتغاله
بالعلوم الحكمية وتدريسها.
له رسالة في ستة عشر جزءاً في مبحث الوجود الرابطي، وحاشية على حاشية بحر العلوم، وحل
العقود في بعض مسائل التصوف.
توفي سنة إحدى وثلاثمائة وألف بكيلاني ودفن بها.
الشيخ محمد أشرف الديانوي
الشيخ العالم الصالح محمد أشرف بن أمير علي الصديقي الديانوي، هو شقيق الشيخ شمس الحق
المحدث صاحب عون المعبود، ولد لثلاث خلون من ربيع الثاني سنة خمس وسبعين ومائتين وألف،
وقرأ العلم مشاركاً لصنوه شمس الحق المذكور على المولوي عبد الحكيم الشيخبوري والمولوي لطف
العلي البهاري ومولانا فضل الله بن نعمة الله اللكهنوي والقاضي بشير الدين العثماني القنوجي، ثم
أخذ الحديث عن شيخنا وشيخ الكل السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، ثم لازم بيته وعكف على
العبادة والإفادة، لقيته ببلدة عظيم آباد، فوجدته رجلاً صالحاً تقياً صابراً، قانتاً، صادق القول صحيح
الاعتقاد، متواضعاً، له رسالة في القراءة خلف الإمام وقد عزا إليه صنوه شمس الحق المجلد الأول
من عون المعبود، أخبرني بذلك الشيخ شمس الحق.
مات لخمس عشرة خلون من محرم سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف بديانوان.
الحكيم محمد أعظم الرامبوري
الشيخ الفاضل الحكيم محمد أعظم بن شاه أعظم بن محمد رضى بن إسماعيل السيستاني ثم
الرامبوري، أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية.
ولد سنة تسع وعشرين ومائتين وألف، وقرأ العلم على المولوي عبد الرحيم بن محمد سعيد والمفتي
شرف الدين الرامبوري وعلى غيرهما من الأساتذة، ثم تطبب على والده ولازمه مدة ثم سافر إلى
بهوبال سنة إحدى وخمسين وله اثنتان وعشرون سنة، فتقرب إلى نواب جهانكير محمد خان، وأقام
في بهوبال مدة طويلة، ثم دخل أجين وأقام به ثلاث سنين عند بيجابائي، ثم دخل اندور وتقرب إلى
تكوجي راؤ هلكر أمير تلك الناحية، وولي خدمات جليلة بها، ولم يخرج من اندور مدة حياته.
وكان فاضلاً كبيراً، واسع النظر، متين الديانة، رفيع المنزلة عند الأمراء، له مصنفات كثيرة في
الطب، منها اكسير أعظم في أربعة مجلدات كبار في المعالجات،