ولم يجهدوا فيا لتتميمها فقد شكت بلسان الحال طول جفاها

عسى أهل مدراس ومن حل قربهم أولى همة عليا تشيد سماها

فيا ندوة قد كدر الدهر صوفها وطاب عليها كربها وعناها

خليلي لم يبق الجفاء لناظري بكاء فهل عين تعير بكاها

فأبكي من هجر طويل وغربة بدار متى أدعو أجاب صداها

أحاط بها الإفلاس من كل جانب فطلابها من لومها وصداها

يصيحون فيها كل يوم وليلة جياعاً وأظمأهم شديد صداها

فيا أهل دين الله قوموا فبادروا لنصر عباد الله من علماها

فجاؤا إلى مدراس يستنجدونهم يقودهم ابن الوصي وطاها

يقودهم حبر نبيل معظم وذلك عبد الحي بدر سماها

فتى همه التقوى وهمة نفسه أنافت على مريخها وسهاها

فتى قد جنى من كل فن ثماره وحاز من العليا رفيع ذراها

قريب إلى أهل الشريعة والتقى بعيد بمن يهدي بغير هداها

عفيف عن الأموال إلا بحقها يرى زهرة الدنيا يطير هباها

ومما أنشأه سنة 1336 هـ عند ذهابي إلى ناكبور للاحتفال السنوي:

دعاني من هوى سعدى دعاني فداعي الشوق للندوى دعاني

دعاني أن أقول مقال صدق حقيق أن يفوه به جناني

بأن الله لا يخفى عليه خفي حيث كان بلا تواني

فأوجب في الزكاة على ذويها حقوقاً ليس يحصرها لساني

وندوتنا غدت علقاً نفيساً تحلت بالبيان وبالمعاني

وقد شدت إلى نكبور تبغي ندى من أهل ثروتها يداني

تحث السير نحوهم سريعاً إليهم تمتطي ظهر الأماني

أنادي عيسهم عوجوا لداري فقالوا لا إلى دار التهاني

ومعهم جملة العلماء حثوا ركائبهم لتشييد المباني

بوعظ يصدع الصخرات حقاً ونصح كالمثالث والمثاني

يقودهم فتى من آل طاها كريم ما له في الناس ثاني

بعبد الحي يسمى طاب أصلاً وفرعاً لا يدانيه مداني

ذكي أريحي ألمعي فريد فاق بالشم الحسان

تراه دائماً طلق المحيا لذي الحاجات من قاص ودان

ومما أنشأه مهنئاً بولادة ولدي الرشيد عبد العلي سلمه الله تعالى سنة 1310 هـ:

سر قلبي بذلك المولود لصفي خل وفي ودود

فاضل كامل تقي نقي سعيد عاقل لبيب مجيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015