شربنا على ذكر الحبيب مدامة سكرنا بها من قبل أن نعرف الدنا

لها الكأس بدر وهي شمس يديرها هلال وكم يبدو إذا مزجت معنى

وقائلة ما بال قلبك مولع بعالمها الأعلى ورفرفها الأسنى

وحتام تسعى لابتناء معالم من العلم قد أسهرت في حوزها الجفنا

لعمرك من يسعى لنيل فضائل فقد حارب الدنيا ومات بها حزنا

يرى شربه فيها سراباً وعقله عقالاً لما يبغي وقوته وهنا

فقلت دعيني من حديث خرافة فإنا أناس نعشق المجد مذ كنا

لنا أنفس تأبى الهوان وترتقي إلى المنهج الأعلى ولم تطلب الأدنى

لنا سلف ساروا على خير شرعة ونحن على آثار شرعهم سرنا

ولا خير في الدنيا إذا لم تجد بها حبيباً وتجني من جداك بها عدنا

ولا خير فيمن يجمع المال للغنا فأوزاره تبقى وصاحبه يفنى

وليس الغنى إلا التعفف والتقى ومأثرة تنمى ومكرمة تجنى

وما أنشأه سنة 1334 هـ بندوة العلماء:

يا سعد كرر حديثاً صار أعذبه من أصدق القول لا ما قيل أكذبه

أهد المسامع حلياً من فرائده فإنه الدر والدارية يرغبه

بالله لا تهده إلا أخا ثقة مهذب طبعه قد راق متربه

ما كل جيد نظيم الدر حليته ما كل من ينشد الأشعار تطربه

وصن بديع المعاني عن سوى فطن صافي السجية حر حين تنسبه

فإنه أنفس الأشياء يضن به من كان في الذروة العلياء منصبه

أليس معناه قد سار الزمان به سير الصبا وذووه عنه تكتبه

والبدر في أفقه ما شام منه سنا إلا سرى نحوه للنور يرقبه

لا تعجبن فهذي ندوة العلماء سارت وعيسهم للقلب تجذبه

ساروا وقلبي فيهم واجب وله يريد سيراً فلولا الذئب يعقبه

ساروا لبونا ستاراً طاب مقدمهم فيها وهان من المقصود أصعبه

أتوا يقودهم شهم أبو شرف من نسل عبد مناف فاق منصبه

السيد الندب عبد الحي ناظمها أجل شخص فنون العلم مشربه

فتى أرى قدره أهلاً لكل على لم يسع إلا لمجد طاب مذهبه

ومما أنشأه عند ذهاب أركان الندوة إلى مدراس سنة 1335 هـ للاحتفال:

شكت بلسان الحال طول جفاها ونادت ولكن من يجيب نداها

وشدت إلى مدراس أمراس رحلها لتبلغ منهم ما يزيل عناها

وجاءت إليهم تستغيث من الأولى جفوها ولم يعنوا برفع بناها

ولم يكملوا ما قد بقي غير كامل ولم يعبأوا بالطالبين ولاها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015