الشريفين سنة تسع وثلاثمائة وألف، فحج وزار وأسند الحديث عن الشيخ عبد الحق بن شاه محمد

الإله آبادي المهاجر، ثم رجع إلى الهند، واشتغل بالدرس والإفادة، له خلاصة الأصول ومجموع

الفتاوي.

الشيخ محمد بن حسين الأنصاري

الشيخ العالم المحدث محمد بن حسين بن محسن بن محمد الأنصاري الخزرجي السعدي اليماني، أحد

الأدباء المشهورين، ولد ببلدة حديدة سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف تقريباً كما أخبرني بها، وقرأ

على والده بعض رسائل النحو والفقه الشافعي، وكذلك على عمه الأكبر الشيخ محمد بن محسن

اليماني، وقدم بهوبال نحو سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف، فلازم عمه وصنو أبيه الشيخ ازين

العابدين وتأدب عليه، وأخذ عنه الفقه والحديث، وقرأ على المولوي عبد الله البلكرامي نائب قاضي

بهوبال بعض رسائل النحو والمنطق والفقه والأصول، وعلى مولانا عبد الحق بن محمد أعظم

الكابلي بعض رسائل المنطق، وعلى مولانا يوسف علي الكوباموي بعض الكتب الدرسية في الفقه

والأصول والحكمة، وأخذ عنه العروض والقافية، وقرأ على المفتي عبد القيوم بن عبد الحي البكري

البرهانوي، المجلد الأول من صحيح البخاري وبعضاً من جامع الصغير وأجازه بما قرأه إجازة

خاصة، وقرأ على نجله يوسف بن عبد القيوم مسند الإمام أحمد وأوليات الشيخ محمد سعيد سنبل

وإجازات والده وجده، فأجازه برواية ذلك عنه، وقرأ على القاضي محمد بن عبد العزيز المجهلي

شهري جملة صالحة من صحيح البخاري وبلوغ المرام وقد أجازه بكل ما تجوز له روايته وتصح

عنه درايته، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأجازه الشيخ عبد الله بن إدريس السنوسي

الحسني الفاسي بروايته عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر عن الشيخ

محمد عابد بن أحمد علي السندي صاحب حصر الشارد، ولما رجع إلى بهوبال ولي التدريس في

مدرسة والده، فدرس وأفاد بها مدة طويلة، وسافر إلى الحجاز ثم إلى الشارقة من بلاد عمان ثم قدم

لكهنؤ وولي التدريس بدار العلوم لندوة العلماء، وإني قرأت عليه ببلدة بهوبال الوافي بعلمي العروض

والقوافي مع شرحه الصغير للدمنهوري والمقامات للحريري وديوان المتنبي وكتاب الحماسة

والمعلقات السبع وغيرها.

وله مصنفات منها الطرز الموشى بفوائد الإنشاء في مجلد، والمورد الصافي في العروض والقوافي،

والنور الساطع المقتبس من محاسن البدع الطالع ومن قصائده ما أنشده في ندوة العلماء سنة 1320

هـ

:

دعاها إذا غنت على الروضة الغنا فإنا وجدنا في المغاني لها مغنى

وقولاً لحادي العيس فليحمد السرى فإنا سمعنا في الأغاني لها لحنا

وقولاً لغزلان النقاء لك البقا لقد طبتما عيشاً بعيش هو الأهنى

ولا تسألا غير الصبا عن صبابتي فعنها رويت اللطف لطفاً له معنى

سرت وعليل الطرف لا يعرف الكرى ومهجته حرى وقتب له مضنى

وما اشتاق لا والله للمدح ناظري ولا لغزال الريم والغادة الرعنا

ولا نظرت عيني إلى ما يسرها ولا شاهدت في الربع جلاله يغنى

رعى الله ذات الطوق كم حركت هوى وكم بذلت صوتاً وكم أخذت منا

وساق صبيح الوجه راق صبوحه كما راق ماء الحسن في الروضة الغناء

أتاني بها صرفاً وأومى بطرفه فقلت له بالله من هذه زدنا

فما الراح إلا الروح عند بزوغها فعجل بها صرفاً ودع فرجها عنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015