أقضي الليالي ساهراً متفكراً مخافة كيد منهم وخديعة
وضاقت على الأرض جداً برحبها هجوماً لأنواع الخطوب الملمة
وجدتهم عمياً عن الحق والهدى ومقتحمي لج الضلال وبدعة
فنبهتهم عن غفلة ودعوتهم إلى دين رب العالمين وشرعة
وذكرت بالقرآن سراً وجهرة ورغبتهم في الاتباع بسنة
نصحتهم باللين كي يأخذوهما ويصغوا إلى قولي بأنس ورغبة
وأخبرت عن بطلان تقليد مذهب وعرفتهم ما جاءنا بالأدلة
وكررت تذكيري رجاء لنفعه ورددت نصحي مرة بعد مرة
واسمعتهم فيما أمرنا بأخذه أحاديث ترغيب وآثار رتبة
فلم يذعنوا للحق بل زاد زيغهم وطغيانهم دون الرجوع وتوبة
ولم ينتهوا عن غيهم وضلالهم وساءتهم مني مذمة بدعة
وأغضبهم إنكار تقليد مذهب وعزهم إنكار زور بكثرة
فأعرض عني كلهم وتأخروا وقد ألفوا عن أخذ نهج طريقة
ولو كان من يدعو إلى الزيغ والهوى أجابوا إلى التقليد من غير فترة
وكيف تلقوا بالقبول هدايتي وقد آمنوا بالجبت من طول مدة
أصروا على ما ضل آباؤهم به ولم يأخذوه عن دليل وحجة
مذاهب اختاروا برأي معوج على الملة الغراء غير محجة
مات نحو سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف، ببلدة طوك.
السيد محمد المحمد آبادي
الشيخ الفاضل محمد بن أحمد علي الحسيني الشيعي المحمد آبادي، أحد الأفاضل المشهورين في
الصناعة الطبية، ولد بمحمد آباد سنة خمسين ومائتين وألف، ونشأ في نعمة أبيه، وتخرج عليه، وكان
والده من كبار العلماء، ثم لازم الحكيم محمد علي بن غلام نبي اللكهنوي، وأخذ عنه الصناعة الطبية
بلكهنؤ، ثم رجع إلى بلدته واشتغل بالطبابة، وكان مرزوق القبول حسن المعالجة.
السيد محمد السورتي
الشيخ الصالح محمد بن أحمد الله بن رحمة الله الحسيني اللاجبوري السورتي، نزيل بهوبال ودفينها،
ولد ونشأ بمدينة سورت وحفظ القرآن، ثم قرأ العلم على أساتذة عصره وسافر إلى بهوبال فولى
نظارة المساجد بها، رأيته في بهوبال ولقيته غير مرة، وكان صالحاً ديناً عفيفاً متعبداً.
مات لإحدى عشرة خلون من ربيع الثاني سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف بدق الشيخوخة في
بهوبال.
الشيخ محمد بن إسماعيل السندي
الشيخ الفاضل محمد بن إسماعيل بن دين محمد الهالوي السندي، أحد العلماء الصالحين، ولد بقرية
هالا كنده من أعمال حيدر آباد السند، لثلاث بقين من رمضان سنة ست وسبعين ومائتين وألف، وقرأ
المختصرات على المولوي عبد اللطيف الهالوي، ثم دخل حيدر آباد وأخذ عن المولوي محمد حسن
الكنيدي، ثم تصدر للإفادة فدرس بها نحو ثلاث سنين، ودرس بوطنه مدة طويلة، وسافر إلى الحرمين