وله مصنفات منها تفسير القرآن الكريم بالأردو في أربعة مجلدات وهو المسمى بخلاصة التفاسير،
ومنها كتابه تطهير الأموال في معاملات الفقه، كتاب مفيد، ومنها إصلاح الأعمال، ومنها القول
الثابت، رسالة له في الكلام، والقول السديد في إثبات التقليد، كلاهما بالعربية، ورسالة في المواريث،
ورسالة في الحساب، وضروريات دين، رسالة في مسائل الصوم والصلاة.
مات في جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وألف.
مولانا فخر الحسن الكنكوهي
الشيخ العالم الصالح فخر الحسن بن عبد الرحمن الحنفي الكنكوهي، أحد العلماء المشهورين ممن
اشتغل بالعلم وتميز وكتب واشتهر بالفضل والكمال من تلامذة الشيخ محمد قاسم النانوتوي وأصدقائه
وملازميه في الظعن والإقامة، أخذ الصناعة الطبية عن الحكيم محمود بن صادق الشريفي الدهلوي،
واشتغل بمداواة الناس في آخر عمره بكانبور وقرأ الحديث على الشيخ العلامة رشيد أحمد الكنكوهي.
وكان حسن الشكل ضخماً ظريفاً بشوشاً، حلو اللفظ والمحاضرة، موصوفاً بالصدق والصفاء،
صاحب حميد وشجاعة، متصلباً في المذهب ذا نجدة وجرأة، يصرف أوقاته كثيراً في المناظرة
بالهنود والنصارى، ويتلذذ بذكرها وفكرها، له تعليقات بسيطة على سنن أبي داود سماها بالتعليق
المحمود، وله حاشية على تلخيص المفتاح، وحاشية مختصرة على سنن ابن ماجه.
مات سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف بكانبور.
السيد فخر الدين البريلوي
والد جامع هذا الكتاب غفر الله لهما، وسياق نسبه هكذا: فخر الدين ابن عبد العلي بن علي محمد بن
أكبر شاه بن محمد شاه بن محمد تقي بن عبد الرحيم ابن هداية الله بن إسحاق بن محمد معظم بن
القاضي أحمد بن القاضي محمود الشريف الحسني النصيرآبادي، من سلائل الأمير الكبير شيخ
الإسلام قطب الدين محمد ابن أحمد المدني المدفون بمدينة كزه.
وكان مولده سنة ست وخمسين ومائتين وألف في زاوية الشيخ علم الله ابن محمد فضيل النقشبندي
البريلوي من بلدة رائي بريلي، وكان الشيخ علم الله يلحق بأجداده في محمد معظم بن القاضي أحمد
بن محمود النصيرآبادي، لأن محمد معظم له ولدان: إسحاق وهو من أجداد والدي، وفضيل -
مصغراً - وهو أبو علم الله، وكان الشيخ علم الله جد السيد محمد تقي بن عبد الرحيم من جهة الأم
وهو جد سيدي الوالد من جهة الأب، وأما جد والدي من جهة الأم فهو السيد محمد ظاهر بن غلام
جيلاني بن محمد واضح بن محمد صابر بن آية الله بن الشيخ علم الله المذكور.
وبالجملة فإن والدي ولد ببلدة رائي بريلي ونشأ بها، وقرأ القرآن وتعلم الخط والحساب، وقرأ
الفارسية أياماً، ثم رحل مع أمه وأبيه إلى ناكود، وكان والده بها محصلاً للخراج، ومتولي القضايا من
تلقاء الحكومة الإنكليزية، فأقام بناكود مدة، وقرأ المختصرات على والده وعلى المولوي علي بخش
الجائسي والمولوي طه بن زين النصيرآبادي، وبعض الكتب الطبية على الحكيم أحمد جان بن أبو
جان الدهلوي - بتشديد الموحدة - ولما توفي والده سنة تسع وستين ومائتين وألف رجع إلى بلدته
وقرأ شيئاً على جده لأمه السيد محمد ظاهر ولازمه مدة، ثم سافر إلى لكهنؤ سنة ثلاث وثمانين فتفقه
على مولانا محمد نعيم بن عبد الحكيم الأنصاري اللكهنوي، وقرأ عليه شرح الوقاية ومشكاة المصابيح
وتفسير الجلالين، وقرأ السديدي والنفيسي وشرح الأسباب وكليات القانون وحمياتها على الحكيم
يعقوب اللكهنوي ولازمه ثلاث سنين من ثلاث وثمانين إلى خمس وثمانين، وأقبل على قرض الشعر
وأخذ عن أمير الله اللكهنوي المتلقب في الشعر بتسليم ثم رجع إلى بلدته ولازم السيد خواجه أحمد بن
محمد ياسين النصير آبادي، وكان ابن خالة أبيه وزوج عمته، وكان نسبه يتصل بجدوده في السيد
إسحاق بن أحمد بن محمود النصيرآبادي فأخذ عنه الطريقة، وأجازه الشيخ بجميع مروياته
ومسموعاته