ولد في رمضان سنة خمس وستين ومائتين وألف بقرية سوهدره من أرض بنجا، وقرأ المختصرات

على أساتذة عصره، ثم دخل وزير آباد وقرأ النحو والصرف والمنطق والفقه وأصوله والكلام على

مولانا قادر بخش الفقيه، ثم سار إلى جلالبور ما وراء نهر جناب وأخذ عن الشيخ عبد الباقي

الجلالبوري، ثم ذهب إلى سيالكوث وقرأ حاشية الخيالي والمطول والتوضيح والتلويح وتفسير

البيضاوي وشيئاً من الحديث الشريف على مولانا غلام مرتضى السيالكوثي، ثم رجع إلى سوهدره

واشتغل بمطالعة الكتب بالمراجعة إلى الشروح والحواشي، ودرس وأفاد، وأقام الجمعة في وطنه،

وولي الخطابة والتذكير، وأسند الحديث عن الشيخ محمد اللكهنوي صاحب التفسير المحمدي، ثم ذهب

إلى أمرتسر سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف ولازم الشيخ الأجل عبد الله ابن محمد أعظم الغزنوي

ثلاثة أشهر، واستفاض منه فيوضاً كثيرة، ثم حصلت له الإجازة عن الشيخ المحدث نذير حسين

الدهلوي.

وكان دائم الابتهال كثير الاستعانة، قوي التوكل ثابت الجأش، لا يلتزم المذهب المعين، بل يفتي بما

يقوم عنده دليله، فأوذي في ذلك من الأحناف، وقام عليه المشايخ قياماً لا مزيد عليه، بدعوه وناظروه

وكابروه وهو ثابت لا يداهن ولا يبالي.

له شعر بالفارسي، ومصنفات في تحذير الناس عن الابتداع، بعضها طبعت وبعضها لم تطبع.

مولانا غلام نبي اللهي

الشيخ العالم الصالح غلام نبي الحنفي النقشبندي اللهي الجهيلي، أحد المشايخ الأعلام، ولد سنة أربع

وثلاثين ومائتين وألف بلله قرية من أعمال جهيلم، وقرأ النحو والصرف والفقه والمنطق على والده،

ثم سافر إلى بيشاور وقرأ سائر الكتب الدرسية على المفتي محمد أحسن البيشاوري المعروف بحافظ

دراز، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محي الدين النقشبندي القصوري، وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه

ولده دوست محمد الجهيلي والشيخ غلام حسين والشيخ غلام مرتضى ومولانا إمام الدين الجمؤلي،

بتشديد الميم، وكلهم قرؤا عليه الكتب الدرسية وأخذوا الطريقة عنه.

مات يوم الأحد لتسع بقين من ربيع الأول سنة ست وثلاثمائة وألف، كما في أخبار المشايخ

المجددية.

حرف الفاء

مولانا فتح محمد التهانوي

الشيخ العالم الفقيه فتح محمد الحنفي التهانوي، أحد الفقهاء الصالحين، ولد ونشأ بتهانه بهون - قرية

جامعة من أعمال مظفر نكر - واشتغل بالعلم، وقرأ أكثر الكتب على ملا محمود الديوبندي والشيخ

يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي، وبعضها على مولانا قطب الدين الحنفي الدهلوي ومولانا عبد

الرحمن الباني بتي والشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري، ثم لازم الشيخ إمداد الله العمري

التهانوي المهاجر إلى مكة المباركة وأخذ عنه الطريقة، وكان حليماً متواضعاً، زاهداً متعبداً مجوداً،

يقرأ القرآن بلحن شجي يأخذ بمجامع القلوب، ويتلطف بمن له رغبة في الاشتغال بالعلوم، ويدرس

في علوم عديدة، ويحسن إليهم ويخدمهم في كثير من الأمور، ومن خصائصه أنه سافر مدة عمره

راجلاً، لم يركب قط على عربة ولا على غيرها من المراكب، إني قرأت عليه شيئاً من شرح الكافية

للجامي وطرفاً من أصول الشاشي ببلدة كانبور.

مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة تهانه وله سبعون سنة.

مولانا فتح محمد اللكهنوي

الشيخ العالم الفقيه فتح محمد الحنفي اللكهنوي، أحد الفقهاء المبرزين في الفقه والأصول، كان والده

وثنياً ووالدته مسلمة فنشأ على دين أمه، فلما بلغ سن الرشد لازم الشيخ العلامة عبد الحي بن عبد

الحليم اللكهنوي وأخذ عنه الفقه والأصول والكلام والحديث وغيرها، ثم عكف على الدرس والإفادة،

وأسس رفاه المسلمين مدرسة ببلدة لكهنؤ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015