توفي إلى رحمة الله في الثاني من رجب سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وألف وقد زاره رجل من

إيران وأنشده أبياتاً منسوبة إلى سيدنا علي كرم الله وجهه، فأخذته الجذبة وخر ساجداً ومات في تلك

الحالة.

حرف الغين

مولانا غلام أحمد الكوثي

الشيخ العالم الفقيه غلام أحمد بن شيخ أحمد الحنفي الكوثي، أحد العلماء المشهورين، ولد في سنة

ثلاث وسبعين ومائتين وألف بقرية كوث إسحاق من أعمال كجرانوله من بلاد بنجاب، وكان من

طائفة الزط أسلم أسلافه، وهو قرأ النحو والعربية على أساتذة بلاده، ثم سافر وأخذ المنطق والحكمة

عن المولوي عبد الله الهوشيار بوري، وأخذ بعض الفنون الرياضية عن المولوي شاه دين

اللودهيانوي، وأخذ الفقه والأصول عن المولوي غلام قادر البهروي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث

عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، لقيته غير مرة ببلدة لاهور، وكان فاضلاً كبيراً جيد التفقه،

حليماً متواضعاً شديد التعبد كثير الصمت حسن السمت، له مهارة في استخراج المسائل الجزئية

ومهارة في التدريس، درس في المدرسة النعمانية نحو عشرين سنة، وله تعليقات على

أكرثاؤذوبيوش، وعلى كتاب المناظر للأقليدس.

مات ليلة الأربعاء لثلاث خلون من ربيع الأول سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف بلاهور.

مرزا غلام أحمد القادياني

الرجل الشهير غلام أحمد بن غلام مرتضى بن عطاء محمد بن كل محمد برلاس القادياني المتمهدي

ثم المتنبي المشهور في بلاد الهند، كان يظهر الزهد والتصوف والكرامات، ويباحث أحبار الآرية

والنصارى ويفحمهم في مباحثاته، ويصرف آناء الليل والنهار في الذب عن الإسلام، ويبذل جهده كل

الجهد، ويصنف الكتب في ذلك، حتى إنه ادعى أنه مهدي موعود، ثم ادعى أنه مسيح معهود، وسمى

نفسه مثيل المسيح، ثم ادعى أنه بروز أحمد ثم قال إنه بروز كرشن عظيم الهنود، وكان يخبر الناس

بما يكون، فافتتن به خلق كثير، واعتقدوا فيه الخير، وأنكره الآخرون فقالوا: إنه مشعبذ ومتكهن

وساحر وكذاب، وكفره السيد نذير حسين المحدث الدهلوي والشيخ حسين بن محسن اليماني والعلامة

محمد بشير السهسواني وغيرهم من العلماء الربانيين، ولهم رسائل في الرد عليه والذب عن أهل

السنة والجماعة.

وكان مولده نحو سنة ست وخمسين ومائتين وألف، قرأ النحو والصرف وبعض رسائل المنطق

والحكمة على المولوي كل علي شاه، واشتغل بالدنيا زماناً وخدم الدولة الإنكليزية، ثم ترك ذلك وقام

بالذب عن الملة الإسلامية وإبطال الأديان الأخرى، وصنف الكتب أشهرها براهين أحمديه، وادعى

أن الله سبحانه ألهمه: والسماء والطارق، وكان ذلك في حياة والده، ثم ادعى أنه ألهم: أليس الله بكاف

عبده، وهذا كان أول أمره ثم تتابع الوحي والإلهام، ولما تم القرن الثالث عشر ادعى أنه مجدد لهذه

المائة وقد ألهمه الله: الرحمن علم القرآن، لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم: لتبين سبيل المجرمين، قل إني

أمرت وأنا أول المؤمنين، ثم بعد ذلك ادعى: أنه مهدي موعود، ثم قال: إنه مسيح معهود وقد ألهمه

الله: جعلناك المسيح ابن مريم، وألهمه: الحمد لله الذي جعلك المسيح ابن مريم، أنت شيخ المسيح

الذي لا يضاع وقته، كمثلك در لا يضاع، انتهى.

وقال: إن عيسى ابن مريم توفى ولم يرفعه الله إلى السماء كما يزعم الناس، قال: إن امرأة بيلاطوس

الذي أراد قتل عيسى ابن مريم رأت في المنام أن قتله يجلب البلاء عليهم، فتدبرت الحيلة لخلاصه،

واليهود ظنوا أنه قتل وأنه لم يقتل، وجاء إلى أنصاره وأراهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015