الإسرائيلي الدهلوي ثم الحيدر آبادي، أحد العلماء

الصالحين، ولد بدهلي سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف، وذهب إلى حيدر آباد مع أبيه في صغر

سنه، ولازم أباه وتخرج عليه، ثم خدم الدولة الآصفية مدة مديدة، أحيل إلى المعاش، لقيته بحيدر آباد

سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف، فوجدته شيخاً منور الشبيه، حسن الأخلاق حسن المحاضرة.

له مصنفات: منها رسالة في التراويح، ورسالة في رؤية الهلال، ورسالة في العقائد، ورسالة في

سماع الموتى والنذور، والذبيحة، والاستعانة والشفاعة، والتبرك، ورسالة في تقبيل الإبهامين عند

الأذان، وله فتاوى كثيرة لم تجمع.

مات لإحدى عشرة خلون من ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وألف.

مولانا عين الحق البهلواروي

الشيخ العالم المحدث عين الحق بن علي حبيب بن أبي الحسن بن نعمة الله الجعفري البهلواروي،

أحد العلماء الربانيين، كان من أهل بيت العلم والمشيخة، ولد ونشأ ببهلواري، وقرأ أكثر الكتب

الدرسية على مولانا علي نعمة البهلواروي وبعضها على مولانا عبد الله الغازيبوري، وولي الشياخة

في صغر سنه، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، ولما رجع إلى الهند اعتزل عن الشياخة.

وكان عالماً صالحاً، متعباً حسن العقيدة، يعمل بالنصوص، لقيته غير مرة، مات بمدينة لكهنؤ بالفالج

يوم الثلاثاء لإحدى عشرة خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف، فنقل جسده

إلى بهلواري.

مولانا عين القضاة الحيدر آبادي اللكهنوي

الشيخ الفاضل عين القضاة بن محمد وزير بن محمد جعفر الحسيني الحنفي النقشبندي الحيدر آبادي

ثم اللكهنوي، أحد الأفاضل المشهورين.

ولد بحيدر آباد عاصمة بلاد الدكن سنة أربع وسبعين ومائتين وألف كما أخبرني بها والده، واشتغل

بالعلم أياماً في بلدته، ثم قدم لكهنؤ وقرأ بعض الكتب الدرسية على تلامذة العلامة عبد الحي بن عبد

الحليم اللكهنوي، ثم تتلمذ عليه ولازمه وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية وبرز في العلوم الحكمية،

وصنف حاشية بسيطة على شرح هداية الحكمة للميبذي، ودرس زماناً قليلاً بلكهنؤ، ثم أخذته الجذبة

الربانية فسار إلى بلدة سورت ولازم الشيخ موسى جي التركيسري وأخذ عنه الطريقة النقشبندية، ثم

قدم لكهنؤ وأقام بدار شيخه عبد الحي المذكور على جسر فرنكي محل ومعه والده، وعكف على

الدرس والإفادة، لا يراه أحد إلا في بيته أو في المسجد، وبعد مدة طويلة سافر إلى الحرمين الشريفين

وأقام بهما سنتين، ثم قدم لكهنؤ وبنى له والده داراً ببلدة لكهنؤ، وهو لم يتزوج ولا تسرى، ووالده كان

يقوم بمصالحه مدة حياته، وهو صاحب بر ومؤاساة لأصحابه وسعى في مصالحهم، وملبوسه كأحاد

الفقهاء، وهو ربع القامة، نقي اللون، محلوق الرأس، طويل اللحية، يصلي مع الناس في المسجد

ولكنه لا يؤمهم.

وفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وألف سافر مع والده إلى الحرمين الشريفين مرة ثانية فحج وزار،

ورجع إلى بلدة لكهنؤ، وأسس والده المدرسة الفرقانية لتدريس القرآن وتعليم القراءة والتجويد وأوقف

عليها عروضه وعقاره، ومات سنة 1331 هـ فقام مقامه ولده السعيد الرشيد يحمل أعباء المدرسة،

وزاد فيها بمقدار كثير، وبنى العمارات العالية للمدرسة، ورتب الأساتذة، ووظف الطلبة، حتى بلغت

مصارفه نحو ثلاثة آلاف شهرية وهو فقير لا مال له ولا يأخذ عن أحد درهماً ولا ديناراً، والله أعلم

من أين يصل إليه المال الخطير للمدرسة، وللاعطاء كل يوم صباحاً ومساء، لكل من يفد عليه من

العرب والعجم، فإنه في إنفاق المال كالريح المرسلة.

وقد نفع الله بهذه المدرسة نفعاً كبيراً وتخرج منها مئات من الحفاظ والقراء المجودين وانتشروا في

الهند وما جاورها من البلاد ونشروا علم القراءة والتجويد وخرجوا، وكان يطعم الناس طعام الإمارة

مرتين في كل سنة، ويصنع وليمة عظيمة بمناسبة مولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يؤذن فيها لكل

وارد وصادر من أهل البلد وغيره، ويذبح لها مائتان من النعاج والتيوس المخصية الفارهة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015