وصرف عمره في نشر العلوم والمعارف، أخذ عنه خلق كثير.
توفي لثمان بقين من شعبان سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف.
المفتي عزيز الرحمن الديوبندي
الشيخ الفاضل عزيز الرحمن بن فضل الرحمن العثماني الديوبندي أحد الفقهاء الحنفية، ولد سنة
خمس وسبعين ومائتين وألف ونشأ بديوبند، وقرأ العلم على عصابة العلوم الفاضلة بالمدرسة العربية
بها، وقرأ فاتحة الفراغ سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، وقضى مدة في ميرله يدرس ويفيد ثم ولي
التدريس والإفتاء بالمدرسة العالية بديوبند سنة تسع وثلاثمائة وألف، وناب في الإدارة، وداوم على
التدريس والإفتاء إلى سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وألف، فغادر المدرسة مع العلامة محمد أنور شاه
الكشميري وأخيه الشيخ شبير أحمد العثماني وتوجه إلى ذابهيل في ولاية كجرات، حيث أقام يدرس
ويفيد إلى أن توفي إلى رحمة الله.
وقد بايع الشيخ رفيع الدين الديوبندي خليفة الشيخ عبد الغني المجددي المهاجر إلى المدينة المنورة
في الطريقة النقشبندية، وداوم على أشغال القوم بجد واجتهاد، وصدق وإخلاص، وأجازه الشيخ في
الطريقة واستخلفه وتوجه إلى الحرمين الشريفين سنة خمس وثلاثمائة وألف، ومكث هناك سنتين
واستفاد من شيخ المشايخ الحاج إمداد الله المهاجر المكي وحصلت له الإجازة، وسافر حوالي سنة
تسع وثلاثمائة وألف إلى كنج مراد آباد، وأسند الحديث عن شيخنا فضل الرحمن البكري المراد
آبادي.
وكانت له ملكة راسخة في الافتاء، وخبرة تامة بالفقه، واستحضار لمتونه وجزئياته، يكتب الجواب
عفو الساعة فيض الخاطر، ولا يحتاج إلى المراجعة أو التغيير في أكثر الأحيان، هذا مع تحر
للصواب، ودقة في تحرير المسائل، وإلمام بالحوادث والنوازل، وقد داوم على ذلك أربعين سنة،
وكتب من الأجوبة، وأصدر من الفتاوي ما يملأ بطون الدفاتر.
وكان غاية في التواضع، وهضم النفس وستر الحال، والحرص على إيصال النفع، وكان يدور بعد
صلاة العصر على البيوت ويسأل الأرامل والعجائز عن حاجاتهن، ثم يذهب إلى السوق بنفسه
ويشتري لهن ما خف وثقل ويحمله بنفسه، ويطلع على سطوح بيوت الفقراء أيام المطر ويعالجها
بنفسه بالترميم والتطيين، وقد غلبت عليه الرأفة بالناس والشفقة على الخلق، هذا مع حلم زائد وصبر
على المكاره، وهم الآخرة، ودوام التوجه إلى الله، وتعظيم الشرع، وكان كثير الإفاضة قوي النسبة،
يداوم على حلقة الذكر والتوجه، وتذكر له كشوف وكرامات.
توفي في السابع عشر من جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وألف، ودفن بجوار الإمام
محمد قاسم النانوتوي والعلامة محمود حسن الديوبندي، رحمة الله عليه.
كان قليل الاشتغال بالتأليف، له حاشية على ميزان البلاغة للشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي،
ومجموعة فتاوي في مجلدات كبار، وله منحة الجليل ببيان ما في معالم التنزيل للبغوي - طبع على
هامش المصحف في مطبع لامع النور بآكره سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف.
القاضي عزيز الرحمن الهزاروي
الشيخ العالم الفقيه عزيز الرحمن الحنفي الهزاروي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد
ونشأ بداته قرية من أعمال هزاره وقرأ العلم بها، ثم ولي القضاء بقرية بزره، وهو مع اشتغاله
بمهمات القضاء يدرس ويفيد.
المولوي عصمة الله البختاور كنجي
الشيخ الفاضل عصمة الله بن غلام حسين البختاور كنجي أحد العلماء الصالحين، ولد بقرية بختاور
كنج من أعمال أعظم كده سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، وقرأ أياماً على المولوي عبد الأحد الإله
آبادي وعلى غيره من العلماء بمرزا بور، ثم سافر إلى