من عمره قرأ الكتب الدرسية

على أساتذة المدرسة العربية بديوبند، وأصابه الجدري قبل أن يكمل الدراسة فأضر بذلك وكف

بصره، ورجع إلى ديوبند وأكمل الدراسة وقرأ فاتحة الفراغ، واشتغل بالتدريس سنتين متطوعاً ثم

سار إلى دهلي وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم محمود بن صادق الشريفي الدهلوي، ثم سافر إلى

حيدر آباد واشتغل بالطبابة، وحصل له القبول العظيم عند أهل البلدة والوجاهة العظيمة عند الأمراء

فأقام بحيدر آباد مدة مديدة، ثم دخل بمبىء وأقام بها أعواماً، ثم سار إلى شوله بور وأقام بها زماناً، ثم

وظف في حيدر آباد مرة ثانية، ثم أحيل إلى المعاش وحج وزار، ثم أقام بدهلي يعالج المرضى

مشتغلاً بالذكر والعبادة.

وكان من سوانح الدهر وعجائب الزمن في قوة الحفظ وسرعة الإدراك وصدق الفراسة، وآية في

معرفة النبض وتشخيص الأمراض المتشابهة في الأعراض، وإني سمعت بعض الثقات يقول: إنه

عرفه بحبس النبض فقط، وتروى له غرائب في هذا الباب، له رسالة في الأسرار الشريانية، في

الأردو.

وكان وجيهاً منور الشبيه، كث اللحية، صاحب دين وعبادة ووقار.

توفي لسبع خلون من ربيع الآخر سنة ستين وثلاثمائة وألف، ودفن بكنكوه بجوار شيخه الشيخ

رشيد أحمد الكنكوهي حسب وصيته.

المولوي عبد الوهاب الرامبوري

الشيخ الصالح عبد الوهاب بن محمد عمر خان الحنفي الرامبوري أحد العلماء الصالحين، كان عالماً

زاهداً كثير القناعة، آمراً بالمعروف ناهياً عن الشرك والبدعة، ملازماً لقيام الليل في جماعة في

مسجده، محافظاً على الصلوات في أول وقتها، له معرفة بالحديث والتفسير والفقه، كان يدرس في

مدرسة السيد حامد شاه قاضي البلد ويتقاضى راتباً زهيداً، مات لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة

ست وخمسين وثلاثمائة وألف وله نحو خمس وسبعين سنة.

المولوي عثمان الجتاروي

الشيخ العالم الفقيه عثمان بن أشرف علي الحنفي الجتاروي أحد الأفاضل المشهورين، ولد بقرية

جتاره من أعمال أعظم كده سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف، وقرأ العلم على المولوي محمد سليم

السمروي والمولوي راحت علي الجون بوري، ثم دخل لكهنؤ وأخذ عن العلامة عبد الحي بن عبد

الحليم الأنصاري اللكهنوي، وقرأ الكتب الطبية على المولوي عبد العزيز بن نور كريم الدريابادي

والحكيم سيد محمد بن محمد ولي المهاني، ثم ولي التدريس بكاكوري فدرس بها مدة عمره.

وله تخريج الجواهر العبقرية من الذخيرة الاسكندرية، والصواعق المشتعلة على تنبيه الجهلة،

وجاموس النواميس بحكم الاسطماخيس.

المولوي عثمان العليكدهي

الشيخ الفاضل عثمان بن إسماعيل بن عبد الجليل الاسرائيل الكوئلي العليكدهي أحد العلماء

الصالحين، ولد ونشأ بعليكده، واشتغل بالعلم أياماً على أساتذة مصره، ثم سافر إلى بهوبال وقرأ بعض

الكتب على مولانا محمد بشير السهسواني، ثم سافر إلى بلدة طوك وتخرج على المولوي بركات أحمد

ابن دائم علي الطوكي، ثم رجع إلى بلدته.

الشيخ عثمان بن عبد الله الديروي

الشيخ الصالح عثمان بن عبد الله الحنفي الديروي أحد كبار المشايخ النقشبندية، ولد ببلدة لوني من

أعمال ديره إسماعيل سنة أربع وأربعين ومائتين وألف، وسافر للعلم فقرأ على أساتذة عصره، ثم

لازم الشيخ دوست محمد القندهاري سنة ست وستين وأخذ عنه الحديث والسير والأخلاق والتصوف،

ولازم الذكر والفكر على طريقة السادة النقشبندية، وصحبه مدة طويلة حتى بلغ رتبة الكمال، وتولى

الشياخة بعده سنة أربع وثمانين، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، ورجع إلى الهند فسكن بموسى

زئي قرية من أعمال ذيره،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015