غير ذلك من المصنفات، ومن شعره الرقيق الرائق قوله مادحاً للوزير عبيد الله خان الطوكي.
طال الأصيل وطابت الأسحار واخضرت الأنجاد والأغوار
في كل نحو روضة وقرارة جادت عليها ديمة مدرار
در الغمام على الخمائل والربى فزكى النجوم وأوشع الأشجار
وعلا الفروع لرندها وعرارها واهتزت الأنوار والأزهار
فشقائق النعمان تحسب أنها قبسات نار فوقهن أوار
ويفوح جاديها ونشر بهارها ويروق ذاك الدلب والدر دار
والياسمين قد ازدهى بجماله والورد في ألوانه مفخار
والأقحوان منور بجنوبها والآس قد ملئت به الأقتار
فترى النسيم إذا تهب خلالها سكران خمراً وعليه دوار
وترى على أوراقها وغصونها تتغرد الذبان والأطيار
والناس في دعة وعيش مخضل ورفاهة لا يحتوي المقدار
وتنعم حتى تقول كأنهم في جنة تجري بها الأنوار
فسألتهم ما بال ذا العيش الهني ومن الذي انقادت له الأقدار
فالأرض ما بخلت بحسن نباتها والمزن ما انقطعت له الأقطار
قالوا ألم تشعر بقيلهم الذي نضرت بحسن نظامه الأمصار
ومن الذي ازدخر الفضائل كلها وله على كل المديح خيار
كهف الورى هذا عبيد الله من خشعت له الأصوات والأبصار
ذلت صروف الدهر في سطواته وتهيبته السهل والأغوار
إلى غير ذلك من الأبيات الرائقة، توفي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف بمدينة بهوبال.
مولانا عبد الله الغازيبوري
الشيخ الصالح العلامة عبد الله بن عبد الرحيم بن دانيال الموي الأعظمكدهي ثم الغازيبوري أحد
العلماء المبرزين في الفقه والحديث.
ولد بمئو - بفتح الميم بلدة من أعمال أعظمكده - سنة إحدى وستين ومائتين وألف وحفظ القرآن، ثم
سافر للعم إلى غازيبور وقرأ العلم على المولوي رحمة الله اللكهنوي وصنوه الكبير المفتي نعمة الله،
ثم سافر إلى جونبور وقرأ على المفتي يوسف بن محمد أصغر اللكهنوي في المدرسة الإمامية
الحنفية، ثم سار إلى دهلي وأخذ الحديث عن شيخنا السيد نذير حسين الدهلوي المحدث وتفقه عليه،
ثم سافر إلى الحجاز سنة سبع وتسعين ومائتين وألف فحج وزار وأدرك الشيخ المعمر عباس بن عبد
الرحمن بن محمد ابن الحسين بن القاسم الميني الشهاري تلميذ القاضي محمد بن علي الشوكاني
صاحب نيل الأوطار فأسند عنه الحديث، ورجع إلى الهند وسكن غازيبور ودرس أكثر من خمس
وعشرين سنة في العلوم كلها بغازيبور وذيانوان قرية من أعمال عظيم آباد وبلدة آره، أخذ عنه خلق
لا يحصون بعد وعد.
وكان مع غزارته في العلم وكثرة الدرس والإفادة فقيهاً زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة، يعمل
ويعتقد في الحديث ولا يقلد أحداً، وقد أوذي في ذات الله وأخرج من بلدته، فعاش ببلدة آره مدة من
الزمان سعيداً حميداً، ثم استقدمه الناس إلى مدينة دهلي بعد وفاة الشيخ المحدث محمد بشير
السهسواني فدرس بها زماناً، ثم قدم لكهنؤ وسكن بها لتربية أسباطه الأيتام