ومات بها، وكان يحبني
حباً مفرطاً ويأتيني في كل أسبوع مرة أو مرتين ويصلي الجمعة خلفي، وكنت معالجاً له في مرض
موته - نفعنا الله ببركاته آمين.
وله مؤلفات عديدة، منها رسالة في الصرف ورسالة في النحو ورسالة في المنطق ورسالة في
المواريث ورسالة في تحقيق التراويح، وله غير ذلك من الرسائل.
مات يوم الثلاثاء لتسع بقين من صفر سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف ببلدة لكهنؤ، وكان ذلك في
آخر النهار ودفن بعد العشاء بمقبرة عيش باغ.
مولانا عبد الله الجيراج بوري
الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الله الجيراج بوري الأعظم كدهي أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ
بجيراج بور من أعمال أعظم كده، وسافر إلى جونبور فقرأ الكتب الدرسية على المفتي يوسف بن
محمد أصغر اللكهنوي وعلى غيره من العلماء في المدرسة الإمامية الحنفية، ثم سافر إلى دهلي وأخذ
الحديث عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم محمود بن الصادق
الشريفي، ثم رجع إلى بلاده وعكف على الدرس والإفادة، أخذ عنه المولوي سلامة الله والمولوي
شبلي وخلق كثير من العلماء.
مولانا عبد الله البرهانبوري
الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الله الحنفي البرهانبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، ولد
ونشأ بديول كهاث قرية من أعمال أورنك آباد وسافر للعلم إلى بلاد شتي وقرأ على كبار الأساتذة، ثم
دخل حيدر آباد وولي التدريس في دار العلوم فدرس وأفاد بها مدة عمره.
مات سنة اثنتين وثلاثمائة وألف ببلدة حيدر آباد.
الشيخ عبد الله الجكزالوي
الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الله الجكزالوي نزيل لاهور، الذي دعا الناس إلى مذهب جديد سماهم
أهل الذكر، دعاهم إلى القرآن وأنكر الأحاديث قاطبة، وصنف الرسائل في ذلك وقال: إن الناس
افتروا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورووا عنه الأحاديث وما كان ينبغي له أن يقول ويفعل شيئاً
ليس له ذكر في القرآن، وأما ما ورد في القرآن "وأطيعوا الرسول" فالمراد به القرآن فليس القرآن
والرسول شيئين متغايرين يجب اتباع كل واحد منهما على حدة على حدة، فالمراد بالرسول في قوله
تعالى: " قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم" وقوله: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول" وقوله: " إذا دعوا
إلى الله ورسوله" وقوله: " ما حرم الله ورسوله" وقوله: " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"
وغيرها من الآيات الكريمة في القرآن، وقال: إن المراد بالنبي في قوله تعالى: " إن الله وملئكته
يصلون على النبي" الأنبياء كلهم، وهذه الآية ليست مختصة بنبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذلك أنكر
الفضل للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على سائر الأنبياء وأنكر الشفاعة له، وأنكر ثواب العبادة المالية
والجسمانية للموتى، وكذلك شرع لأهل الذكر طريقة الصلاة فقال: إن الأذان والإقامة بدعة،
والتحريمة أن يرفع الرجل يديه إلى الأذن ويمسه، ثم يضع اليمنى على اليسرى على القلب ويقول:
هو العلي الكبير - مقام: الله أكبر، ولا يتقدم الإمام على المؤتمين، بل يقوم في صفهم، ويقرأ في
الركعة الأولى: إني وجهت وجهي للذي فطرني - إلخ، ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا - إلى - أنت
العزيز الحكيم، وعلى الله توكلنا ربنا - إلى - مع القوم الظالمين، ويقرأ في كل ركعة: بسم الله
وسورة الفاتحة وقل هو الله أحد، وفي الركوع: سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً الحمد لله الذي
لم يتخذ ولداً - إلى - من الذل، وربنا اصرف عنا عذاب جهنم - إلى - مقاماً، وربنا وسعت كل
شيء رحمة وعلماً - إلى - الفوز العظيم، وفي القومة: ربنا ما خلقت هذا باطلاً - إلى - إنك لا
تخلف الميعاد، وكذلك يقرأ في السجدة ما قرأ في الركوع، ويقرأ في الجلسة ما يقرأ في القومة، ويقرأ
في القعدة: ربنا لا تؤاخذنا - إلخ، ربنا أفرغ علينا صبراً - إلخ، ربنا لا نزغ قلوبنا - إلخ، ربنا إنك
جامع الناس ليوم - إلخ، وسع ربنا كل شيء علماً - إلخ، ربنا آتنا من لدنك رحمة - إلخ، ربنا آتنا
في الدنيا حسنة - إلخ، ويقرأ: سبحان ربك رب العزة - إلخ مقام