وأربعين وثلاثمائة وألف.

مولانا عبد الرحيم الصادقبوري

الشيخ العالم المحدث عبد الرحيم بن فرحة حسين بن فتح علي بن محمد سعيد الهاشمي الصادقبوري

العظيم آبادي أحد المجاهدين في سبيل الله.

ولد سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف ببلدة عظيم آباد، ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وقرأ العلم

على مولانا إرادة حسين والعلامة عبد الحميد ووالده أحمد الله وصنوه فياض علي وعلى غيرهم من

العلماء، فدرس وأفاد مدة من الزمان، وأسرته الحكومة الإنكليزية واتهمته بالإعانة لمن كانوا في حدود

أفغانستان من غزاة الهند، وألقت عليه من المصائب ما تقشعر منه الجلود وتذوب القلوب، ثم أجلته

إلى جزائر أندمن في المحيط الهندي فمكث بها عشرين سنة، ثم أطلقته سنة ثلاثمائة وألف، فعاد إلى

بلدته وأقام بها زماناً قليلاً، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار سنة إحدى وثلاثمائة، ثم عاد وسافر للحج

والزيارة مرة ثانية سنة عشر وثلاثمائة.

مات يوم النحر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف.

مولانا عبد الرحيم الدهلوي

الشيخ الصالح عبد الرحيم القادري الدهلوي، أحد المشايخ المعروفين في الهند.

ولد ونشأ بدهلي، وسافر في صغر سنه إلى بنير - بضم الموحدة وكسر النون - ناحية في حدود

أفغانستان، فأدرك بها الشيخ عبد الغفور القادري أحد الأولياء المشهورين وبايعه وصحبه، وحفظ

القرآن وقرأ النحو والفقه، ثم رجع إلى بلاد الهند بأمر شيخه، وأخذ العلم عن أساتذة دهلي، وتطبب

على بعض الأطباء ثم رجع إلى بنير، وصحب شيخه مدة من الزمان، فلما أجازه الشيخ رجع إلى

الهند وعكف على الإفادة والعبادة.

ومن مصنفاته رسالة في الصرف، ومرآة القرآن رسالة له في القرآءة والتجويد، وروضة النعيم في

الموعظة، ورحمة الرحيم في ذكر النبي الكريم، وتزويج الأيامي، وفتح سنة الإسلام، وله غير ذلك

من الرسائل.

مات لثلاث عشرة خلون من ذي القعدة سنة خمس وثلاثمائة وألف بدهلي، وأرخ لوفاته بعض أحبابه

من قوله قد رضي الله عنه كما في يادكار دهلي.

الشيخ عبد الرزاق اللكهنوي

الشيخ العالم الفقيه عبد الرزاق بن جمال الدين بن علاء الدين الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء

المشهورين.

ولد في سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، واشتغل بالعربية أياماً على مولانا نور كريم

الدريابادي، ثم قرأ بعض الكتب على المفتي محمد أصغر اللكهنوي وسائر الكتب الدرسية على ولده

المفتي محمد يوسف، ثم أسند الحديث عن الشيخ حسين أحمد المليح آبادي والشيخ محسن بن بدر

المدني، وأخذ الطريقة القادرية عن خاله عبد الوالي بن أبي الكرم اللكهنوي سنة أربع وخمسين

ومائتين وألف، واشتغل مدة من الزمان بالإفتاء والتدريس على طريقة أسلافه ثم اعتزل، وقصت أن

الشيخ الشهيد أمير علي الأميلهوي لما خرج على الهنادك الذين حرقوا المصحف وهدموا المسجد

وقتلوا المسلمين ببلدة أجودهيا أفتاه للخروج خلافاً على نقي الشيعي الخبيث، وكان الشيخ متفرداً في

الإفتاء بين أهل السنة والجماعة، وكذلك السيد محمد بن دلدار علي اللكهنوي المجتهد كان متفرداً في

إفتائه بين علماء الشيعة وسائر العلماء مالوا إلى الوزير ونالوا منه الصلات والجوائز، وكان المجتهد

بعيداً من منال الوزير، والشيخ عبد الرزاق كان مسكيناً فخوفه الحكام ورهبوه بالأسر، فاختفى منهم،

وترك الافتاء من ذلك اليوم، وتصدر للمشيخة، وعاش عمراً طويلاً، أدركته ببلدة لكهنؤ وحضرت في

مجلسه مراراً، وسمعت شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم اللكهنوي يقول: إن هذا الرجل أول من عقد

المجلس للسماع في الأعراس وسمع الغناء بالآلات بمشهد من الناس، انتهى.

وكان من أعداء الشيخ إسماعيل بن عبد الغني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015