ولد ونشأ بمدينة سورت، وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، ثم ولي التدريس في

المدرسة المحمدية والخطابة في الجامع الكبير بمعمورة بمبىء.

وكانت له يد بيضاء في الفرائض والحساب، درس وأفاد مدة طويلة، وأخذ عنه غير واحد من

الأعلام.

مات لعشرة ليال خلون من رمضان سنة ثمان وثلاثمائة وألف، فدفن بمقبرة سونابور من بلدة

بمبىء، كما في حقيقت سورت.

مولانا عبد الحميد الصادقبوري

الشيخ العالم الكبير العلامة عبد الحميد بن أحمد الله بن إلهي بخش بن هداية علي الهاشمي

الصادقبوري العظيم آبادي، أحد العلماء المبرزين في المعارف الأدبية.

ولد يوم الأربعاء لثمان خلون من شوال سنة خمس وأربعين ومائتين وألف ببلدة عظيم آباد وقرأ

المختصرات على عمه الشيخ فياض علي، ثم سافر إلى لكهنؤ ولازم دروس المفتي واجد علي

البنارسي، وأخذ عنه العلوم الحكمية، وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم طالب علي اللكهنوي، وكان

ببلدة لكهنؤ، إذ ثارت الفتنة العظيمة في بلاد الهند سنة ثلاث وسبعين، فنهبت أمواله وكتبه في تلك

الفتنة فرجع إلى عظيم آباد، ورزقه الله سبحانه قبولاً عظيماً في العلاج، لقيته بعظيم آباد غير مرة،

فألفيته بحراً زاخراً في العلوم الحكمية والمعارف الأدبية، منطقياً ذا محاضرة حسنة، ومناشدة طيبة،

ما رأيت أحداً مثله في قوة الحفظ وجودة القريحة، وسعة الاطلاع على أسفار القدماء، وطول الباع في

تمييز الصواب عن الخطأ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

وكان ينظم القصيدة الفائقة في لحظة مختطفة بحيث لا يصدق بذلك إلا من له مزيد اختبار، فمنها

قوله من القصيدة الطويلة نظمها بمشهد منى ومسمع ارتجالاً:

فوا أسفاً ونحن بنو كرام توارث فيهم علم وجود

ذوي الأعلام والأقلام طراً يزينهم المكارم والجنود

وهم قد سخروا شرقاً وغرباً من الأقطار وافاهم وفود

وقد كانوا ملاذ الناس طراً لكل مصيبة خصوا ونودوا

وقد كانوا أولى طول وملك تطيعهم العساكر والجنود

وتخضع عند رؤيتهم رقاب وترتعد الهزابر والفهود

قصرنا نحن في وهن وهون يرق لنا المعاند والحسود

وسعى في الأرض طغياناً وعدواً مع الأحزاب شيطان عنود

يشيع البغض بين المؤمنين ففر الجمع وانهزم الجنود

وكان الناس قبلاً في شقاق ونار الضغن يوقدها الوقود

وشب ضرام نيران النفاق ونار البغي ليس لها خمود

وفي أعناقهم أغلال غل ومن حقد بأرجلهم قيود

وهم عن صالح الأعمال رغبوا وقد بعدوا كما بعدت ثمود

توفي إلى رحمة الله سبحانه لخمس خلون من جمادى الثانية سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف،

بعظيم آباد.

مولانا عبد الحميد اللكهنوي

الشيخ العالم الفقيه عبد الحميد بن عبد الحليم بن عبد الحكيم بن عبد الرب ابن بحر العلوم عبد العلي

محمد الأنصاري اللكهنوي، أحد العلماء المشهورين.

ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، واشتغل أياماً على صنوه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015