يخاف في الله لومة لائم، ولا يعتني بالمصالح الدنيوية، حتى أنه كان لا يخاف على نفسه
من عثرات اللسان وسقطات البيان، رأيته في عظيم آباد مراراً كثيرة.
مات في الخامس عشر من محرم سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف.
مولانا عبد الحليم الويلوري
الشيخ العالم الصالح عبد الحليم بن إسماعيل بن الحسين بن إمام الدين بن نور الدين الويلوري
المدراسي أبو إسماعيل، ولد سنة سبع وخمسين ومائتين وألف ببلدة ويلور ونشأ بها، وقرأ في بلده
على الشيخ عبد القادر البرياكيمي، وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على العلامة عبد الحي بن عبد
الحليم اللكهنوي حين إقامته بحيدر آباد، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ
محمد بن عبد الرحمن الأنصاري السهارنبوري المهاجر، والشيخ صالح بن عبد الله السناري، والسيد
محمد علي بن ظاهر الوتري المدني، وشيخنا حسين بن محسن اليماني نزيل بهوبال ودفينها.
وكان عالماً كبيراً، له رسوخ في العربية وقدرة على التحرير والإنشاء، وغوص في المسائل
الكلامية.
مات سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وألف.
المولوي عبد الحليم شرر اللكهنوي
الشيخ الفاضل عبد الحليم بن تفضل حسين بن محمد بن نظام الدين بن معز الدين العباسي الكرسوي
ثم اللكهنوي، المتلقب في الشعر بشرر، أحد العلماء المشهورين في الفنون الأدبية.
ولد في شهر رجب سنة ست وسبعين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ وسافر إلى كلكته سنة خمس
وثمانين، وقرأ المختصرات على والده، ثم لازم المرزا محمد علي الشيعي اللكهنوي وقرأ عليه الكتب
الدرسية إلى شرح السلم لحمد الله، ثم رجع إلى لكهنؤ وقرأ سائر الكتب على العلامة عبد الحي ابن
عبد الحليم اللكهنوي، وأخذ الفنون الأدبية عن المفتي عباس بن علي الشيعي التستري، ثم سافر إلى
دهلي وأخذ الحديث عن السيد المحدث نذير حسين الحسيني الدهلوي وصحبه سنتين، ثم رجع إلى
لكهنؤ واشتغل مدة بالتحرير في أوده أخبار الجريدة الأسبوعية بلكهنؤ، ثم أنشأ صحيفة أسبوعية
بنفقته وسماها المحشر، وصنف رواية غرامية فتلقيت بالقبول، واشتغل بالتصنيف وظهر تقدمه في
الروايات، وصنف حتى اليوم زهاء تسع وعشرين، وأنشأ جريدة أخرى سماها المهذب، وأنشأ دلكداز
مجلة شهرية تختص للمباحث الأدبية وهي مستمرة في الظهور، وسافر إلى حيدر آباد غير مرة،
وبعثه نواب وقار الأمراء وزير الدولة الآصفية مع ولده ولي الدين إلى انكلترا سنة 1311 هـ، فأقام
بها سنتين وتعلم اللغة الإنكليزية، وصنف بأمره تاريخ السند، فأعطاه خمسة آلاف من النقود صلة،
وصنف بأمره تاريخ الأرض المقدسة، ومات الوزير فرجع إلى لكهنؤ سنة 1323 هـ، وبعد ثلاث
سنين طلبه المولوي عزيز مرزا أحد أركان الدولة إلى حيدر آباد، فأقام بها سنة ثم رجع إلى لكهنؤ
وأقام بها زماناً، ثم طلبه سنة 1336 هـ صاحب الدكن إلى حيدر آباد وأمره بتصنيف تاريخ الاسلام
ووظفه بخمسمائة ربية شهرية، ورجع بأمره إلى لكهنؤ واشتغل بتاريخ الاسلام.
له مصنفات كثيرة: كسيرة جنيد، وسيرة شبلي، وسيرة معين الدين الجشتي، وسيرة سكينة بنت
الحسين عليه السلام، وسيرة حسن بن الصباح، وسيرة قرة العين، وسيرة الملكة زنوبيا، وسيرة قيس
العامري وتذكرة المشاهير، وأما تاريخ السند فهو في مجلدين، وتاريخ الأرض المقدسة يشتمل على
خمسة أجزاء: الأول في تاريخ الأمم السالفة قبل المسيح، والثاني: في المسيح والمسيحية، والثالث في
تاريخ العرب قبل الاسلام، والرابع في تاريخ الهنود، والخامس في سيرة سيدنا محمد النبي الأمين
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
مات سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وألف.
المفتي عبد الحميد الشافعي السورتي
الشيخ العالم الصالح عبد الحميد بن إبراهيم بن عبد الأحمد باعكظة الشافعي السورتي، أحد كبار
الفقهاء.