المبين للسيد باقر داماد وكتاب
الشفاء لابن سيناء، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وساح أكثر بلاد الشام والعراق، ثم
رجع إلى الهند ودخل بهوبال وأخذ بعض الفنون الرياضية عن الشيخ فتح الله نائب المفتي بها، وقرأ
الصحاح الستة على مولانا عبد القيوم بن عبد الحي البكري البزهانوي المفتي بها، وتزوج بابنة
الشيخ فتح الله المذكور، وولي التدريس في المدرسة الشاهجهانية فدرس وأفاد مدة مديدة، ولما توفي
شيخه وصهره فتح الله ولي نيابة المفتي مكانه، وولي الإفتاء سنة اثنتين وثلاثمائة وألف، وقلده
بالقضاء سنة خمس وثلاثمائة، فاستقل به مدة حياته.
وكان إماماً بارعاً في الفقه والأصول والكلام، عارفاً بدقائق المنطق والحكمة والهيئة والحساب،
مشاركاً في الحديث، ملازماً لأنواع الخير والعلوم، كثير الدرس والإفادة، مليح البحث، صحيح الدين،
قوي الفهم، كثير المطالعة لفنون العلم، حلو المذاكرة، طيباً بشوشاً، كريم الأخلاق، قرأت عليه أكثر
الكتب الدرسية في المنطق والحكمة والهندسة والهيئة بمدينة بهوبال حين كان مفتياً بها.
ومن مصنفاته: القول المسلم على شرح السلم للقاضي، والحاشية على حاشية القاضي على حاشية
مير زاهد على شرح المواقف، والحاشية على التلويح شرح التوضيح في أصول الفقه، فالحاشية على
خطبة القاموس، وله رسالة نفيسة في مبحث المثناة بالتكرير، ورسالة في الأصطرلاب، وله غير ذلك
من الرسائل.
توفي بالطاعون في بلدة بهوبال ودفن بها لثمان بقين من رمضان المبارك سنة إحدى وعشرين
وثلاثمائة وألف.
مولانا عبد الحق الدهلوي
صاحب تفسير حقاني
الشيخ العالم الفقيه عبد الحق بن محمد مير الحنفي الدهلوي المفسر المشهور، أصله كان من كمتهله
بفتح الكاف العجمي قرية من أعمال أنباله من أرض بنجاب.
وله بها في السابع والعشرين من رجب سنة سبع وستين ومائتين وألف، واشتغل أياماً في بلاده، ثم
سافر إلى كانبور وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا عبد الحق بن غلام رسول الحسيني
الكانبوري، ومعظمها على مولانا لطف الله بن أسد الله الكوئلي، ثم سار إلى مراد آباد وقرأ بعض
الكتب من الصحاح الستة على مولانا عالم علي النكينوي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن شيخنا السيد
نذير حسين الدهلوي المحدث، وولي التدريس بدهلي في المدرسة الفتحبورية فدرس وأفاد بها زماناً،
وسكن بدهلي وتزوج بها وتدير، ثم ترك المدرسة واشتغل بالتصنيف وجد في استحصال الوظيفة من
حيدر آباد وظفر بها بدون شرط الخدمة فصنف الكتب، وطار صيته في بلاد الهند.
وكان قوي المباحثة شديد الرغبة، مليح البحث حلو المذاكرة، مداعباً مزاحاً بشوشاً طيب النفس،
استقدمته أعضاء المدرسة العالية بكلكته في آخر عمره، ورتبوا له خمسمائة ربية شهرية، ولقبته
الدولة الإنكليزية بشمس العلماء.
ومن مصنفاته: التعليق النامي على الحسامي في أصول الفقه، وعقائد الإسلام بالأردو في أصول
الدين، والبرهان في علوم القرآن بالأردو، وفتح المنان في تفسير القرآن في مجلدات كبار بالأردو
وهو معروف بالتفسير الحقاني.
مات في الثاني عشر من جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف.
مولانا عبد الحكيم الصادقبوري
الشيخ العالم المحدث عبد الكريم بن أحمد الله بن إلهي بخش بن هداية علي الهاشمي الصادقبوري
العظيم آبادي، أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بعظيم آباد، وقرأ العلم على صنوه الكبير عبد الحميد
بن أحمد الله، ثم أخذ الحديث عن عمه الشيخ يحيى علي العظيم آبادي المحدث، وأخذ عنه الطريقة
واشتغل بالذكر والفكر، والتذكير والتدريس، وله مهارة تامة في العلوم النافعة من الفقه والحديث
والتفسير والطب، وقبول عظيم في بعض الأقطار، وكان شديد التعصب في المذهب شديد الحمية في
الاسلام، لا