غدائرها حيات حزن ووحشة عقارب أدواء وزور ونكبة
لقد لدغت من كان يهوى وصالها فلا زال في بؤس وكرب ونقمة
فليس له راق وواق ونافع ولم يسترح من كربة وصعوبة
زخارفها قد هيجت لوعة الهوى فاورت بنفسي والفؤاد بشعلة
فحدثت قلبي هل لنفسي مسكن يروحني من حر سوء وشدة
ولست بناج من حرور مشوش سوى أن يغيث الرب من غيث رحمة
فقال فؤادي لا تكونن قانطاً بلى قد سمعنا آنفاً بمسرة
نسيم الصبا جاءت بريا مفرح تهنئنا خيراً بفيضان ندوة
مولانا عبد الجبار الغزنوي
الشيخ العالم المحدث عبد الجبار بن عبد الله محمد أعظم الغزنوي ثم الأمرتسري، المتفق على
ولايته وجلالته.
ولد في سنة ثمان وستين ومائتين وألف بقرية صاحبزاده من أعمال غزني واشتغل بالعربية على
أخويه: الشيخ محمد بن عبد الله وأحمد بن عبد الله، ثم تفقه على أبيه، وكان والده زاهداً يعد من
الأبدال، له كشوف وكرامات ووقائع عجيبة، ثم دخل دهلي ولازم دروس السيد نذير حسين الدهلوي
المحدث المشهور وأخذ عنه، واستكمل العلوم وهو دون العشرين، وأيد بكثرة المطالعة وسرعة
الحفظ، وقوة الإدراك والفهم، فاشتغل بالحديث والقرآن ببلدة أمرتسر مع انقطاعه إلى الزهد والعبادة،
والإشتغال بالله تعالى، والتجرد عن أسباب الدنيا، ودعاء الخلق إلى الحق سبحانه، وله أوراد وأذكار
يداوم عليها بكيفية وجمعية، رأيته غير مرة في أمرتسر، فألفيته على قدم السلف الصالحين، من
العلماء الربانيين، وكان لا يلتزم المذهب المعين إذا أفتى، بل بما يقوم عنده دليله، ولكنه كان لا يسيء
الظن بالأئمة المجتهدين، ولا يذكرهم إلا بخير.
مات في الجمعة الأخيرة من رمضان لخمس بقين من ذلك الشهر سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة
وألف.
المولوي عبد الجليل السنديلوي
الشيخ الفاضل عبد الجليل بن نوازش علي بن بشارة علي السنديلوي أحد العلماء الماهرين
بالصناعة.
ولد في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، وحفظ القرآن، وقرأ المختصرات على والده،
وسائر الكتب الدرسية على جودهري شوكة علي والسيد محمد علي الدوكوهي والشيخ محمد كامل
العظيم آبادي والحكيم عبد الحميد الصادقبوري، ثم قدم لكهنؤ وتطبب على الحكيم عبد العلي بن
إبراهيم اللكهنوي وولي التدريس بمدرسة شوكة الإسلام في سنديله للجودهري شوكة علي المذكور،
فدرس وأفاد بها زماناً.
وله مصنفات منها البرق الخاطف في علوم النبض والمعارف، والهداية الكبرى لإنتقال الدوار من
درجة إلى أخرى، والشهاب الثاقب على منكري رؤية الله الواجب.
مات لأربع بقين من المحرم سنة أربع وستين وثلاثمائة وألف.
مولانا عبد الحسيب السهسواني
الشيخ العالم الصالح عبد الحسيب بن هداية علي الحسيني السهسواني أحد عباد الله الصالحين، ولد
ونشأ بسهسوان، وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا تاج الدين السهسواني، ثم سافر إلى مراد
آباد، وأخذ عن المولوي أحمد حسن والمولوي قطب عالم وعن غيرهما من العلماء، ثم أخذ الحديث
عن الشيخ عالم علي النكينوي المحدث، ثم رجع إلى بلدته، ودرس وأفاد مدة طويلة.