وكان صالحاً عفيفاً قانعاً شديد التعبد، مات سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، كما في حياة العلماء.
مولانا عبد الحق الإله آبادي
الشيخ العالم الكبير عبد الحق بن شاه محمد بن يار محمد البكري الحنفي الإله آبادي، المهاجر إلى
مكة المباركة.
ولد ونشأ بأرض الهند في قرية نيوان في ضواحي إله آباد واشتغل بالعلم من صغره، وقرأ على
مولانا تراب علي اللكهنوي، وبايع مولانا عبد الله الكوركهبوري وسافر إلى دهلي وقرأ على الشيخ
قطب الدين الحنفي الدهلوي المحدث وعلى غيره من العلماء، ثم هاجر إلى مكة المباركة سنة ثلاث
وثمانين ومائتين وألف وأخذ عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي، وحصلت له
الإجازة منه في الحديث والطريق وتصدر للتدريس، ومكث بمكة المكرمة خمسين سنة يدرس ويفيد،
ويربي ويجيز واشتهر بشيخ الدلائل، أخذ عنه الشيخ أبو الخير عبد الله بن عمر الدهلوي والمولوي
عبد الأول الجونبوري وخلق كثير من العلماء.
وله نهاية الأمل في مسائل الحج البدل، وتعليقات على الدر المختار، والإكليل على مدارك التنزيل
للنسفي في سبعة مجلدات كبار.
كانت وفاته لتسع عشرة خلون من شوال سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف، ودفن بالمعلاة عند
الشيخ رحمة الله الكيرانوي.
الحكيم عبد الحق الأمرتسري
الشيخ الفاضل عبد الحق بن عبد العزيز الدينا نكري الأمرتسري، أحد العلماء المشهورين.
ولد بخواص بور من أعمال أمرتسر سنة خمس وثمانين ومائتين وألف، وحفظ القرآن، واشتغل على
والده زماناً، ثم دخل أمرتسر وقرأ مدة في مدرسة تأييد الاسلام، ثم سافر إلى سهارنبور وقرأ على
أساتذة مظاهر العلوم زماناً صالحاً، ثم سار إلى كانبور ولازم دروس الشيخ أحمد حسن الكانبوري، ثم
ذهب إلى دهلي وأخذ الحديث عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، وقرأ الكتب الطبية على
الحكيم أجمل خان وصنوه واصل خان، ثم تطبب على نور محمد الطبيب الدهلوي، ثم رجع إلى
أمرتسر، واشتغل بالمداواة والتدريس، وأصدر صحيفة أسبوعية باسم أهل السنة والجماعة وأسس
كلية طبية في أمرتسر.
مات لأربع بقين من ذي القعدة سنة سبعين وثلاثمائة وألف في لاهور.
مولانا عبد الحق الكانبوري
الشيخ الفاضل عبد الحق بن غلام رسول النقشبندي الهتكامي ثم الكانبوري أحد العلماء المشهورين
في بلاد الهند.
ولد ونشأ بكانبور، واشتغل بالعلم من صغره، وقرأ على العلامة فضل حق بن فضل إمام العمري
الخير آبادي بمدينة لكهنؤ، ثم وفق للحج والزيارة فأسند الحديث عن الشيخ أحمد النجدي المحدث،
ولما عاد إلى بلاد الهند تصدر للتدريس ببلدته مدة مديدة.
وكان منجمعاً عن الناس، فصيح العبارة قوي المباحثة، حسن الخط، غاية في الذكاء، مشكلاً حسناً،
منور الشبيه، معجباً بصورته وعلمه وتقريره وتحريره وخطه ونسبه، حلو اللفظ والمحاورة، يفتتن به
من رآه، ولذلك استقدمه نواب كلب علي خان الرامبوري، واستقبله بالترحيب والإكرام، فأقام برامبور
مدة، ثم سافر إلى حيدر آباد فالتفت إليه نواب وقار الأمراء وزير الدولة الآصفية، وعقد له مجالس
التذكير في قصره الشامخ فلك نما وبايعه وقرر له الجراية، وجعلها نافذة لأبنائه بعده.
له ترجمة جذب القلوب إلى ديار المحبوب بالأردو، وفتاوي فقهية، توفي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة
وألف بحيدر آباد.
العلامة عبد الحق الخير آبادي
الشيخ الفاضل العلامة عبد الحق بن فضل حق بن