رجب سنة أربع وأربعين وثلاثمائة

وألف.

كان جسيماً وسيماً، مربوع القامة ضارباً إلى القصر، وردي اللون، قوي البنية، مفتول الأعضاء،

مواظباً على الرياضة البدنية، سريع السير، كان سخياً جواداً مضيافاً، لا يخلو منزله من الضيوف،

مبالغاً في الإكرام، وكان شجاعاً جريئاً، دموي المزاج، تعتريه الحدة في أكثر الأحيان ويغلب عليه

الغضب، فيتجاوز حد الاعتدال، وكان وقوراً مهيباً، غيوراً فيما يتصل بالإسلام والمسلمين ويمس

حرمة علماء الدين، وكان شديد المحافظة على الصلاة بالجماعة سفراً وحضراً، لا يسافر إلا مع اثنين

من الرفاق، لئلا تفوته الجماعة حتى في القطار، وكان مواظباً على الأوراد والرواتب.

له مصنفات عديدة، منها آثار الأول من علماء فرنكي محل، وحسرة المسترشد بوصال المرشد،

والتعليق المختار على كتاب الآثار، وله رسالة في حلة الغناء، وتعليقات على السراجية في الفرائض

ورسالة في الهيئة القديمة والجديدة، ومؤلفات في الفقه، منها التعليق المختار، ومجموع فتاوي، وفي

أصول الفقه ملهم الملكوت شرح مسلم الثبوت، وفي الحديث الآثار المحمدية والآثار المتصلة،

والمذهب المؤيد بما ذهب إليه أحمد، وله غير ذلك من الرسائل وحواش على الكتب الدرسية.

مولانا عبد الباقي اللكهنوي

الشيخ العالم الصالح عبد الباقي بن علي محمد بن محمد معين بن ملا محمد مبين الأنصاري

اللكهنوي، أحد العلماء المبرزين في العلوم الآلية والعالية.

ولد في سنة ست وثمانين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، وقرأ النحو والصرف على العلامة عبد الحي

بن عبد الحليم اللكهنوي مشاركاً لختنه محمد يوسف وقرأ بعض الكتب على مولانا حفيظ الله البندوي،

وبعضها على مولانا عين القضاة ابن محمد وزير الحيدر آبادي، وقرأ شرح هداية الحكمة للميبذي

على مولانا فضل الله ابن نعمة الله، وهداية الفقه على شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم النظامي،

وكنت مشاركاً له في القراءة والسماع في شرح هداية الحكمة وهداية الفقه، وأخذ الطريقة عن الشيخ

عبد الرزاق بن جمال الدين اللكهنوي.

ودرس وأفاد مدة من الزمان ببلدته، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأخذ الحديث عن

المشايخ الأجلاء، ثم سكن بمدينة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عفة وقناعة وتوكل على الله سبحانه

واشتغال بالتدريس ومطالعة الكتب.

وله مصنفات عديدة، منها حسرة الفحول بوفاة نائب الرسول، والمنح المدنية في مختارات الصوفية،

ورسالة في مبحث الغناء، ورسالة في تحقيق علم الغيب، وله غير ذلك من الرسائل.

توفي إلى رحمة الله لأربع بقين من ربيع الثاني سنة أربع وستين وثلاثمائة وألف، ودفن في جنة

البقيع.

مولانا عبد الجبار العمر بوري

الشيخ الفاضل عبد الجبار بن بدر الدين العمر بوري، أحد العلماء المبرزين في المعارف الأدبية.

ولد في جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين ومائتين وألف بعمر بور قرية من أعمال مظفر نكر، وقرأ

النحو والصرف والبلاغة، وبعض رسائل المنطق على المولوي غلام علي القصوري والمولوي عبد

العلي الحنفي نزيل أمرتسر والمولوي إبراهيم الشيعي الباني بتي، وقرأ الفقه والأصول وبعضاً من

الحديث الشريف على مولانا محمد مظهر النانوتوي والشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري،

والعلوم الحكمية على المولوي حسن أحمد، والفنون الأدبية على العلامة فيض الحسن السهارنبوري،

ثم لازم السيد نذير حسين الدهلوي المحدث وأخذ عنه الحديث، وولي التدريس في مقامات عديدة.

وله رسائل في الخلاف والمذهب، بعضها في إنكار مجلس المولد، وبعضها في إبطال التقليد، وله

ديوان الشعر العربي، ومن قصائده قوله في ندوة العلماء سنة 1318 هـ.

لحا الله دنيا فتنتني بزهرة وقد أوقعتني في بلاء وحيرة

بخضرتها أشواك يأس وحسرة بنضرتها أسقام روح ومهجة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015