والتحقيقات العلى بإثبات فرضية الجمعة في

القرى ورسالة في الرد على الضرائح المتخذة من الخشب والثياب، وهذه الثلاثة بالأردو، وأما الكتب

التي لم تتم في حياته، فمنها النور اللامع في أخبار صلاة الجمعة عن النبي الشافع، وتحفة المتهجدين

الأبرار في أخبار صلاة الوتر وقيام رمضان عن النبي المختار، وتذكرة النبلاء في تراجم العلماء،

وتفريح المتذكرين في ذكر كتب المتأخرين وتنقيح المسائل، وهو مجموعة الفتاوي له.

توفي في التاسع عشر من ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف.

ديوان شمس الدين الجيبوري

الشيخ الصالح الفقيه شمس الدين بن محمد الحنفي الجيبوري، أحد رجال الدولة، ولد ونشأ ببلدة

جيبور، واتجر مدة طويلة، وتقرب إلى وزير الدولة أمير بلدة طوك فاتخذه وزيراً له ومتولياً على

ديوان الخراج في ملكه.

وكان سريع الإدراك، قوي الحفظ، شديد الانهماك في مطالعة الكتب والمذاكرة، حريصاً على جمع

الكتب النفيسه، كثير الاستحضار للمسائل الجزئية، رأيته في كبر سنه ولقيته فوجدته منهمكاً في

المطالعة وبيده المصنف لابن أبي شيبة، وإني سمعت الشيخ محمود حسن الطوكي يقول: إنه ما قرأ

على أحد من الأساتذة غير المختصرات، انتهى.

مات في العشر الأول من القرن الرابع عشر الهجري.

جودهري شوكة علي السنديلوي

الشيخ الصالح الفقيه شوكة علي بن مسند علي بن منصب علي الحنفي السنديلوي أحد العلماء

المشهورين.

ولد يوم الخميس لتسع خلون من المحرم سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف بسنديله من بلاه أوده،

ولما طعن في الثالثة من سنه حدثت له بثرة في خاصرته، فتشنجت بها الأعصاب فهزلت قدماه من

ذلك، فصار مقعداً لا يقدر أن يمشي، ولكنه كانت تلوح عليه مخائل الرشد والسعادة، فحفظ القرآن،

وقرأ المختصرات على السيد فقيه الله السنديلوي، والمولوي أسرار قل البخاري، ثم لازم العلامة

تراب علي اللكهنوي، استقدمه جده لتعليمه إلى سنديله فقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، وفاق أقرانه

في الفقه والأصول والمنطق والحكمة والعربية، رأيته ببلدتنا راي بريلي حين قدومه لزيارة المشاهد

وكنت صغير السن، أنزله خادمه عن السرير وأخذه في حجره، فدخل في مقبرة السيد علم الله

النقشبندي.

وكانت له خزانة الكتب النفيسة، ومدرسة عالية بسنديله، أسسها بنفقته وأوقف عليها عروضاً

وعقاراً.

ومن مصنفاته حاشية على شرح الجامي، والاستقصاء في الاستفتاء، وعلم اليقين في مسائل

الأربعين، وثمرات الأنظار فيما مضى من الآثار، وغاية الإدراك في مسائل السواك، وأنوار الهدى

في تحقيق الصلاة الوسطى، وكشف المستور عن وجه السحور، وله غير ذلك من الرسائل.

مات في الثامن عشر من ربيع الأول سنة عشرين وثلاثمائة وألف في سنديله، وله من العمر ست

وثمانون، ولم يعقب.

مولانا شير علي الحيدر آبادي

الشيخ الفاضل الكبير شير علي بن رحم علي بن أنوار علي الحسيني الحيدر آبادي أحد العلماء

المشهورين.

ولد بقرية تركيا واس من أعمال ريوازي من أرض بنجاب، وتوفي والده في صغر سنه، فتربى في

مهد خاله نجف علي ببلدة بلندشهر، وتعلم الخط ومبادىء الفارسية وحفظ خمسة عشر جزءاً من

القرآن، ثم أقبل يبحث له عن وظيفة يقوت بها نفسه وأسرته، وسافر إلى جي بور وقدم طلباً

للوظيفة، وبينما كان ينتظر النتيجة إذ جاءه رجل وطلب منه أن ينتسخ له دعاء منظوماً باللغة

العربية، فقام له بذلك، ولما طلب منه أن يفسره له عجز عن ذلك واعتذر، وحرك ذلك همته وشحذ

عزمه على التحصيل، فسافر من غده إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015