ولد لسبع بقين من صفر سنة اثنتين وثلاثمائة وألف، ونشأ بدسنه - بكسر الدال وسكون السين
المهملتين - قرية من أعمال بهار بكسر الموحدة، وقرأ مبادىء العلم على صنوه الشيخ أبي حبيب
النقشبندي، وسافر سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف إلى بهلواري ومكث هناك عاماً، وقرأ بعض
الكتب الدرسية على الشيخ الجليل محي الدين المجيبي البهلواروي، ثم سافر إلى المدرسة الإمدادية
في دربهنكه ومكث هناك سنة وقرأ بعض الكتب المتداولة، ثم سافر إلى لكهنؤ والتحق بدار العلوم
ندوة العلماء سنة ثماني عشرة وثلاثمائة وألف، وبقي فيها خمس سنوات، وقرأ فاتحة الفراغ ونال
الشهادة سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف، قرأ في دار العلوم على المفتي عبد اللطيف السنبهلي
والسيد علي الزينبي الأمروهوي والمولوي شبلي بن محمد علي الجيراجبوري والشيخ الفاضل حفيظ
الله البندولي والعلامة فاروق بن علي العباسي الجرياكوبي، وبعض الكتب الأدبية على مؤلف هذا
الكتاب.
وتأدب على العلامة شبلي ابن حبيب الله البندولي، واستفاد منه استفادة عامة واختص به ولازمه،
وتداول نيابة تحرير مجلة الندوة ثلاث مرات بين عام أربع وعشرين وثلاثمائة وألف وعام ثلاثين
وثلاثمائة وألف، ولفت الأنظار بمقالاته العلمية التي تدل على نبوغه وتبشر بمستقبل الكاتب، وعين
أستاذاً في دار العلوم سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف للغة العربية وأدبها، واستقدمه مولانا أبو
الكلام سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف إلى كلكته فشاركه في تحرير صحيفة الهلال ومكث هناك سنة،
واختير أستاذاً للألسنة الشرقية في كلية بونا التابعة لجامعة بمبىء سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة
وألف، وأقام فيها نحو ثلاث سنوات يدرس آداب اللغة الفارسية، وحاز ثقة الأساتذة والطلبة.
وطلبه أستاذه العلامة شبلي بن حبيب الله النعماني حين حضرته الوفاة وشعر بدنو الأجل، وفوض
إليه إكمال سلسلة سيرة النبي - على صاحبها الصلاة والسلام - التي بدأ بها، ونظارة دار المصنفين
التي أسسها، وتوفي أستاذه على إثر ذلك، فنهض بأعباء هذه المؤسسة، وخلف أستاذه فيها وانقطع
إليها كلياً، وذلك في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف، وتولى رئاسة تحرير مجلة المعارفة
الشهرية، وعكف على التأليف والتحقيق مكباً على إكمال سيرة النبي مشاركاً في حركة الخلافة
مسايراً لعواطف المسلمين مع الاحتفاظ بأشغاله العلمية وذوقه الأدبي وطبعه الهادىء، فأحرز بذلك
مكانة خاصة من بين العلماء والمشتغلين بالسياسة، واختير عضواً في وفد الخلافة الذي قرر إرساله
إلى عاصمة الجزائر البريطانية سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف ليبلغ إلى أركان الدولة وجهة نظر
مسلمي الهند في الخلافة العثمانية وارتباطهم بقضيتها، فرافق الزعيم المسلم الشهير محمد علي
الرامبوري والسيد حسين البهاري وغيرهما، فقابل أركان الدولة وقادة الرأي في أوربا ورجال
السياسة في العالم الإسلامي، وزار لندن وباريس القاهرة، وقاد وفد الخلافة سنة اثنتين وأربعين
وثلاثمائة وألف إلى الحجاز للإصلاح بين الملك عبد العزيز والشريف حسين، وعقد الملك عبد
العزيز بن سعود مؤتمراً للعالم الإسلامي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف، ودعا علماء المسلمين
وزعماءهم ليقرروا مصير البلاد، وقرر المسلمون إرسال وفد واختاروه رئيساً للبعثة، واختير نائب
الرئيس لحفلات المؤتمر، ودعاه الملك نادر خان ملك أفغانستان في رجب سنة اثنتين وخمسين
وثلاثمائة وألف ليستفيد من تجاربه ودراساته في سياسة البلاد التعليمية وتوجيه المعارف في
أفغانستان فرافق الدكتور محمد إقبال والسيد رأس مسعود، وزار كابل وغزنين وأكرمه الملك واحتفت
به البلاد، ومنحته جامعة علي كره الإسلامية الدكتوراة الفخرية في الآداب لست خلون من صفر سنة
اثنتين وستين وثلاثمائة وألف اعترافاً بمكانته العلمية وعلو كعبه في العلوم والآداب.
وكان مع انقطاعه إلى العلم والتحقيق وشهرته التي طبقت الآفاق يحن إلى إكمال نفسه ونيل درجة
الإحسان، ويشعر بحاجة إلى من يرشده في دقائق إصلاح النفس وكمال الإخلاص والتحقيق، وساقه
سائق التوفيق والمناسبة العلمية إلى مولانا أشرف علي التهانوي، وبايعه في رجب سنة سبع وخمسين
وثلاث