الأولى سنة ستين وثلاثمائة وألف.

مولانا سكندر علي الخالصبوري

الشيخ الفاضل سكندر علي بن عبد الرحيم بن عبد الكريم بن عبد المجيد ابن عبد الرؤف بن محمد

يوسف القندهاري ثم الخالصبوري اللكهنوي أحد الأذكياء المشهورين.

ولد بلكهنؤ لخمس خلون من رجب سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، ونشأ في عمومته وخؤولته،

وقرأ المختصرات على السيد أحمد يار الخالصبوري، ومن شرح الكافية إلى هداية الفقه على الشيخ

علي أكبر بن علي حيدر العلوي الكاكوروي، ثم سافر إلى بمبىء وقرأ أكثر الكتب الدرسية على

مولانا عبيد الله الحنفي البدايوني، والفرائض على الشيخ عبد الحميد باعكظه الشافعي السورتي

خطيب الجامع، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد

العمري الدهلوي المهاجر، بايع الشيخ مظهر بن أحمد سعيد الدهلوي المهاجر إلى المدينة المنورة، ثم

رجع إلى الهند ولازم خالي السيد عبد السلام بن أبي القاسم الحسيني الواسطي وصحبه سبع سنين

وأخذ عنه الطريقة، ثم سار إلى بمبىء وولي التدريس بها، فعكف على الدرس والإفادة.

وكان عالماً كبيراً لغوياً وجيهاً منور الشبيه حسن الشكل جميل الزي جهوري الصوت، لذيذ المآكل،

ذا قناعة وزهد وإيثار وتورع واستقامة، لم يتزوج قط، ولم يبن داراً، ووقف كتبه في آخر عمره

وفرقها على المدارس الإسلامية.

وله بعض الرسائل بالعربية والفارسية، منها تحفة العلماء في امتناع كذب الباري جل شأنه، وله

تنقيح المسائل ومعيار البلاغة وصحيفة العشق وديوان الشعر.

مات لسبع عشرة خلون من شعبان سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف ببلد بمبىء.

مولانا سلامة الله الجيراجبوري

الشيخ العالم المحدث سلامة الله بن رجب علي الجيراجبوري، نزيل بهوبال ودفينها، ولد ونشأ

بجيراج بور - بفتح الجيم - قرية من أعمال أعظمكده وقرأ بعض الكتب على المولوي عبد الله

الجيراجبوري والمولوي عبد الغني بن شاه مير الفرخ آبادي، ثم دخل جونبور وقرأ الكتب على

المفتي يوسف بن أصغر الأنصاري اللكهنوي، ثم سافر إلى سهارنبور وقرأ الحديث على الشيخ أحمد

علي بن لطف الله الحنفي السهارنبوري، ثم أسند الحديث عن شيخنا المحدث نذير حسين الدهلوي، ثم

سافر إلى بهوبال، وولي التدريس في المدرسة السليمانية، فدرس بها مدة، ثم ولي نظارة المدارس،

فاستقل بها مدة وأحيل على معاش تقاعد، ولما ماتت شاهجهان بيكم ملكة بهوبال جعلوه محصلاً

للخراج في بعض أقطاع المملكة.

وكان من كبار العلماء، لم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة، وإني سمعت عمن أثق به أنه كان ينسب

نفسه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأنه قرأ الحديث على شيخنا حسين بن محسن السبعي

الأنصاري اليماني بعد وروده بهوبال، وأجازه شيخنا إجازة خاصة في الأمهات الست، وعامة

بغيرها.

مات في ربيع الثاني سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف.

مولانا سلامة الله الرامبوري

الشيخ الصالح الفقيه سلامة الله الحنفي الرامبوري أحد الأفاضل المشهورين، قرأ العلم على الشيخ

إرشاد حسين الحنفي الرامبوري، وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة من الدهر، ولما مات شيخه قام مقامه

في التذكير والتلقين والتدريس، وهو يعرف بقناعة وعفاف وتوكل وتصلب في المذهب، لا يرد

السلام ولا يصافح من كان يتزيا بزي الأفرنج أو يأخذ من لحيته أو يطول شاربه، وله عجائب، منها

أنه أعلن أن من فاتته الجماعة فله تسعة وتسعون عذاباً، ومنها أنه بلغني بنقل الشيخ محمد بن يوسف

السورتي أنه يفسر الحمد لله رب العالمين في شأن سيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ويجعل الله

ورب العالمين ونحوهما صفة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ على تأويل وترقيم لم أحط به، وفي مثل

هذا من الجور الذي لا يرضاه مسلم غيور، مع كل هذا فلهذا الرجل فضل على نظرائه في القناعة

وقشف المعيشة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015