كاملة وذهن وقاد وفكر نقاد، إلى إدراك الحقائق

منقاد وكان رقيق الذوق، أبي النفس، كريم الأخلاق، له قدم راسخة في علوم البلاغة وآداب اللغة

العربية، وطبع أصيل في الشعر والأدب، يعرف جيده من رديه، وصحيحه من سقيمه، كان إذا أنشد

شعراً حسناً من أشعار الأوائل، جاشت نفسه، وترنحت عواطفه، وعلا صوته، فكأنك بعكاظ أو ذي

المجنة وكان رقيق القلب، يمني الفطرة، إذا قرأ القرآن ذرفت عيناه، واختنق صوته، وكانت له ملكة

راسخة في تعليم اللغة العربية وتسهيلها، وتحبيبها إلى النفوس، وكان له منهج مبتكر في تعليم مبادي

العربية وآدابها في الهند، وكان يرجح كتب المتقدمين والأوائل على كتب المتأخرين في الأدب

العربي وعلوم البلاغة، وقد انتشرت بسعيه كتب كثيرة لم يألفها أهل الهند، وقبلتها الأوساط العلمية

والحلقات المدرسية، وكان له شغف عظيم بالدعوة إلى الإسلام ونشر فضائله، وتصلب في عقيدة

التوحيد، وقد نشأ فيه في آخر عمره غلو في نبذ التقليد، والأخذ من الكتاب والسنة رأساً.

كان مربوعاً من الرجال، مائلاً إلى القصر، شديد السمرة، عريض الجبهة، واسع العينين، سريع

الخطى، جهوري الصوت، واضح النبرات.

حج حجة الإسلام سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف، وحج وزار بعد ذلك مراراً، ولم يكن له

اشتغال بالتأليف، وليست له إلا رسائل صغيرة في مبادي اللغة العربية وقواعدها.

مات لتسع خلون من جمادى الأولى سنة ست وثمانين وثلاثمائة وألف.

مولانا خليل أحمد السنبهلي

الشيخ الفاضل خليل أحمد بن سراج أحمد الإسرائيلي الحنفي السنبهلي أحد العلماء المشهورين في

الهند، قرأ العلم على مولانا فيض الحسن السهارنبوري وعلى غيره من العلماء، ثم ولي التدريس

بمدرسة العلوم في عليكده، وله مكارم وفضائل وحسن خلق، واشتغال بالعلوم مع قناعة وعفاف، ومن

مصنفاته آيات الله الكاملة ترجمة حجة الله البالغة.

مات لخمس بقين من جمادى الأولى سنة أربعين وثلاثمائة وألف.

مولانا خليل أحمد الأنبيلهوي السهارن بوري

الشيخ العالم الفقيه خليل أحمد بن مجيد علي بن أحمد علي بن قطب علي بن غلام محمد الأنصاري

الحنفي الأنبيثهوي أحد العلماء الصالحين وكبار الفقهاء والمحدثين.

ولد في أواخر صفر سنة تسع وستين ومائتين وألف في خئولته في قرية نانوته من أعمال سهارنبور

ونشأ ببلدة انبيثهه من أعمال سهارنبور، وقرأ العلم على خاله الشيخ يعقوب بن مملوك العلي

النانوتوي والشيخ محمد مظهر النانوتوي وعلى غيره من العلماء في المدرسة العربية بديوبند، وفي

مظاهر العلوم بسهارن بور، والعلوم الأدبية على الشيخ فيض الحسن السهارنفوري، في لاهور قرأ

فاتحة الفراغ في سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، وعين أستاذاً مساعداً معين المدرسين في مظاهر

العلوم، وأقام مدة في بهوبال وسكندرآباد وبهاولبور وبريلي يدرس ويفيد، إلى أن اختير أستاذاً في دار

العلوم بديوبند في سنة ثمان وثلاثمائة وألف، ومكث ست سنين، ثم انتقل إلى مظاهر العلوم في سنة

أربع عشرة وثلاثمائة وألف، وتولى رئاسة التدريس فيها، واستقام على ذلك أكثر من ثلاثين سنة

منصرفاً إليهم انصرافاً كلياً، وتولى نظارتها سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف، وصرف همته إليها

ونالت به المدرسة القبول العظيم، وطبقت شهرتها أرجاء الهند، وأصبحت تضارع دار العلوم في

العلوم الدينية، والمكانة العلمية، وأمها الطلبة من الآفاق، إلى أن غادرها في سنة أربع وأربعين إلى

الحرمين الشريفين فلم يرجع إليها.

وكان قد بايع الشيخ الإمام العلامة رشيد أحمد الكنكوهي بعد ما فرغ من التحصيل واختص به،

وسعد بالحج والزيارة سنة سبع وتسعين ومائتين وألف، ولقي بمكة الشيخ الأجل الحاج إمداد الله

المهاجر، فأكرم وفادته، وخصه بالعناية، وأجازه في الطرق، ورجع إلى الهند، فأجازه الشيخ الإمام

العلامة رشيد أحمد الكنكوهي، واختص به الشيخ خليل أحمد اختصاصاً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015