أسرت بسجن البعد في دار غربة به رق لي إنسان عيني باكيا

أقلب جنبي في المضاجع كربة بدمع سكيب أحمر اللون قانيا

أحس بصدري نار وجد تأججت نوائرها قد كاد تحرق باليا

ولكن جرى العين كالعين في النوى لأطفي ضراماً أوقدت بفؤاديا

وكلت إلى الله أموري جميعها رضيت به فليقض ما كان قاضيا

كفاني دنوي من مراحمه وإن أبت بقلي دهري عن الأهل نائيا

وثوقي بمن عم البرايا نواله ويدنو إلى من قد نأى عنه عاصيا

فربي كفيلي في رجائي وشدتي يجيب دعائي لا يخيب راجيا

ألا دمت للدين المبين مؤيدا مدى يبتغي أهل الوداد التلاقيا

بمن حبهم فرض على كل عاقل وذكرهم الأسنى يزين النواديا

عليهم سلام الله ما طار طائر فلاذ بأغصان الحدائق شاديا

مات لعشر بقين من المحرم سنة اثنتين وثلاثمائة وألف في لكهنؤ، كما في تذكرة بي بها، للمولوي

محمد حسين النوكانوي.

حرف الخاء

الشيخ خليل بن محمد اليماني

الشيخ الفاضل خليل بن محمد بن حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني ثم المالوي أحد

الأذكياء، ولد في بهوبال سنة أربع وثلاثمائة وألف، ونشأ بها وحفظ القرآن، واشتغل على والده مدة

طويلة وتعلم في دار العلوم التابعة لندوة العلماء، ونال الشهادة منها ثم أخذ الحديث عن شيخنا السيد

أمير علي الحسيني اللكهنوي، ولازم مدة حتى برع في الفنون الأدبية، ثم ولي التدريس في المدرسة

العالية بكلكته، وحاز إعجاب الطلبة، وثقة رحال الإدارة بملكته الراسخة في التعليم، واقتداره على

اللغة العربية وآدابها بحكم أصله العربي وذوقه الأدبي، ثم انتقل إلى جامعة ذهاكه ومكث مدة يدرس

ويفيد، حتى عين أستاذاً في جامعة لكهنؤ في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف، ومكث

بها أربع عشرة سنة، ينفع الطلبة ويرشدهم، ويحبب إليهم لغة القرآن، ويحثهم على دراستها وإتقانها،

مخلصاً في عمله، مشمراً في ذلك عن ساق الجد والاجتهاد، محبباً إلى الطلبة بحسن إلقائه للدروس،

ومبالغته في النصح، وسماحة نفسه وبعدها عن التكلف، مكرماً في الأساتذة ورجال الإدارة بجده

واجتهاده، وإخلاصه لمهنته، ودماثة خلقه وتواضعه، قد حبب إليهم العرب واللغة العربية، والأخلاق

الإسلامية، يألفه ويجله الوثنيون والإنجليز كما يألفه ويجله المسلمون، وهو في خلال ذلك يسعى في

نشر اللغة العربية، والدعوة الإسلامية في البلد، يعلم أبناء البيوتات محتسباً متطوعاً، ويفتح أذهانهم

لعقيدة التوحيد وحب السنة، ويستميل قلوبهم لتعلم اللغة العربية، فانتفع به عدد كبير، وكان بيته

مدرسة غير نظامية يؤمها طلبة العلم من الأطراف، ويسكنها بعضهم وهو يعطف عليهم كالأب،

فكانت مدرسة أكثر نفعاً وإنتاجاً من الجامعة التي يدرس فيها، فتخرج منها أساتذة ومؤلفون، وعلماء

خدموا اللغة العربية والعوم الدينية، واستقام على ذلك بجد ونشاط حتى اعتلت صحته، فاعتزل الخدمة

في الجامعة في شعبان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وألف، وحدث له بعض الحوادث التي كدرت

صفو حياته، وأثرت في صحته، فاعتكف في بيته في لكهنؤ أعواماً إلى أن سافر إلى مولده بهوبال

حيث اختير عضواً في مجلس العلماء، ومعلماً لولي العهد، ولم ينقطع عن التعليم ونشر اللغة العربية،

والدعوة إلى الكتاب والسنة، إلى أن انتقل إلى باكستان سنة تسع وستين وثلاثمائة وألف.

وله اشتغال بالعلوم ومهارة في التدريس، ونجابة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015