علي خان النظام السادس سنة خمس وتسعين
ولقب بخان بهادر سنة إحدى وثلاثمائة وألف، وفي سنة إحدى وثلاثمائة وألف حج الحجة الثانية،
وفي سنة خمس وثلاثمائة وألف حج الحجة الثالثة وأقام بالمدينة المنورة ثلاث سنين، ورجع إلى
حيدر آباد سنة ثمان وثلاثمائة وألف، وعين معلماً لولي العهد الأمير عثمان علي خان، ولما مات
صاحب الدكن الأمير محبوب علي خان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف، وولي الأمير عثمان
علي خان النظام السابع ولاه الصدارة والاحتساب، وكان ذلك سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف، وولاه
وزارة الأوقاف سنة اثنتين وثلاثين، ولقبه نواب فضيلت جنك وفي ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين
وثلاثمائة وألف عين معلماً لولي العهد وصنوه، وحصلت له الوجاهة العظيمة والكلمة النافذة في
الأمور الدينية والمسائل الشرعية، وقام باصلاحات كثيرة، وانتفع به البلاد والعباد.
وكان أوحد زمانه في العلوم العقلية والنقلية، شديد التعبد، مديم الاشتغال بالتدريس والمذاكرة ومطالعة
الكتب والتصنيف، شديد النكير على أهل البدع والأهواء، أسس المدرسة النظامية بحيدر آباد سنة
ثلاث وتسعين ومائتين وألف، وأسس مجمعاً علمياً للتأليف والنشر، سماه إشاعة العلوم.
وكان مديد القامة، عريض ما بين المنكبين، صدعاً من الرجال، قوي البنية، أبيض اللون مشرباً
بالحمرة، واسع العينين، كث اللحية، وكان قليل التكلف في الطعام واللباس، مواظباً على الرياضة
البدنية إلى آخر حياته، متورعاً في الأموال والمكاسب والوظيفة، حليماً متواضعاً، يعود المرضى
ويحضر الجنائز، وكان صاحب معروف وبر، لا يدخر المال ولا يهتم به، عف اللسان، بعيداً ن
الهجر والفحش، وكان يدرس الفتوحات المكية بعد المغرب إلى نصف الليل، وكان عظيم الاعتقاد في
الشيخ محي الدين ابن عربي، وفي آخر حياته كان يقضي ليله في الاشتغال العلمي، وكان ينام بعد
صلاة الفجر إلى أن يتعالى النهار، وكان مشغوفاً بجمع الكتب النادرة.
وله مصنفات كثيرة بالأردو والعربية، منها: إفادة الإفهام في مجلدين في الرد على القادياني، وكتاب
العقل في الفلسفة القديمة والجديدة، وحقيقة الفقه في مجلدين في وجوه ترجيح الفقه ومناقب أبي
حنيفة، وأنوار أحمدي في مولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ومقاصد الإسلام في أحد عشر
جزءاً، كلها في أردو، وله غير ذلك من المؤلفات.
مات سلخ جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وألف، ودفن في المدرسة النظامية التي أسسها.
مولانا أنور شاه الكشميري
الشيخ الفاضل العلامة أنور شاه بن معظم شاه الحسيني الحنفي الكشميري أحد كبار الفقهاء الحنفية
وعلماء الحديث الأجلاء ولد في ودوان قرية من أعمال كشمير لثلاث بقين من شوال سنة اثنتين
وتسعين ومائتين بعد الألف، وقرأ المختصرات على والده، ثم سافر إلى بكلي - بفتح الباء الفارسية
وسكون الكاف الهندية - وقرأ على أساتذتها شيئاً من الفقه والأصول والمنطق، ثم سافر إلى ديوبند
سنة عشر وثلاثمائة وألف وقرأ العلوم المتعارفة على مولانا إسحاق الأمرتسري والشيخ خليل أحمد
الأنبهلوي والعلامة محمود حسن الديوبندي، ثم ولي التدريس بالمدرسة الأمينية بدهلي فدرس وأفاد
بها زماناً، ثم سافر إلى الحجاز سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف، فحج وزار وأسند الحديث عن
الشيخ حسين بن محمد الجسر الطرابلسي صاحب الحميدية، ثم رجع إلى أرض الهند وأقام بديوبند
يدرس بها ابتغاء لوجه الله سبحانه.
ولما سافر شيخه العلامة محمود حسن إلى الحجاز سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف وكان ينوي
الإقامة الطويلة هناك استخلفه في تدريس الحديث وولاه رئاسة التدريس في ديوبند، فاشتغل بتدريس
سنن الترمذي وصحيح البخاري، وانتهت إليه رئاسة تدريس الحديث في الهند، وبقي مشتغلاً به مدة
ثلاث عشرة سنة في تحقيق وإتقان وتوسع في نقل المذاهب، ودلائلها، واستحضار للنقول، واطلاع
على دواوين السنة وشروح الحدي وكتب المتقدمين، أكبر همه التطبيق بين