سائر الكتب الدرسية على

مولانا عبد الحي بن عبد الحليم بن أمين الله اللكهنوي، ثم سافر إلى سهارنبور وأخذ الحديث عن

الشيخ المحدث أحمد بن لطف الله السهارنبوري، ورجع إلى بلدته، وأقام بها زماناً، ثم دخل رائي

بريلي ولازم سيد الشيخ ضياء النبي بن سعيد الدين الحسني الحسين الرائي بريلوي وأخذ عنه

الطريقة، وسافر إلى الحجاز فحج وزار وأسند الحديث عن مشايخ الحرمين الشريفين، ثم رجع إلى

الهند وتصدر للتدريس والتذكير، يذكر في كل أسبوع يوم الجمعة، وربما يسافر إلى برتاب كده

وسلطانبور وأعظمكده وجونبور ويدور في عمالاتها وقراها، انتفع به خلق لا يحصون بحد وعد،

وصلحت أحوالهم، وهجروا البدع والعوائد الجاهلية والشعائر الوثنية والتزموا الصلاة والصيام،

وتابوا عن كثير من المحرمات الشرعية كالربا وأكل الحرام وصنع الضرائح من القرطاس تقليداً

للشيعة وبدع المحرم والأعمال الشركية والبدعية عند القبور، وكان شديداً على الروافض وأهل البدع،

متورعاً في الأكل، إذا عرف أن مضيفه عامل بالربا أو شهد عله امتنع هو وأصحابه عن الأكل عنده

حتى يتوب، وينقض المعاملة، وربما ينقضي فيه يوم، وإذا دخل بيتاً ورأى فيه صورة أبى الدخول

والجلوس فيه حتى يزال المنكر، وكان يأبى الدخول في المحاكم والمثول أمام الحكام الإنكليز، وكان

يقضي بنفسه في المعاملات وفق الشريعة المطهرة، وكان شديد العمل بالحديث المشهور: من رأى

منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان وسافر

إلى برما بدعوة من أهلها حوالي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف، وجرى على طريقته من الأمر

بالمعروف والنهي عن المنكر ومجانبة البدع والرسوم، وانتفع به العباد.

كان مربوع القامة، أبيض اللون والبشرة أدعج العينين، قوي البنية، عريض الجبهة، أشم الأنف،

طلق الوجه، قد ألقيت عليه المهابة وكسى الجمال، نظيف الأثواب، حسن الهندام.

مات يوم الإثنين في الثاني عشر من جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف، ودفن في

حظيرة ديوان خواجه أحمد النصير آبادي أمام مسجده في نصير آباد.

مولانا أمين الدين الدهلوي

الشيخ العالم الصالح أمين الدين بن محمد إسماعيل الأورنك آبادي ثم الدهلوي أحد العلماء العاملين

وعباد الله الصالحين، ولد ونشأ بإقليم الدكن، وسافر للعلم فدخل ديوبند سنة تسع وثلاثمائة وألف،

وقرأ الكتب الدرسية على أساتذة المدرسة العالية بها، ثم دخل دهلي سنة 1312 هـ وأسس بها المدرسة

الأمينية سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف بسنهري مسجد لروشن الدولة، ثم نقل المدرسة في مسجد

لطف الله الصادق الباني بتي في كشميري دروازه وبنى الأبنية الفاخرية بفناء المسجد، وأنفق على

العمارة ثلاثين ألفاً من النقود الإنكليزية حتى اليوم.

مات في التاسع عشر من رمضان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف.

مولانا أنوار الله الحيدر آبادي المعروف بفضيلت جنك

الشيخ الفاضل العلامة أنوار الله بن شجاع الدين بن القاضي سراج الدين العمري الحنفي القندهاري

الحيدر آبادي أحد العلماء المشهورين.

ولد بقندهار قرية جامعة من أعمال نانديز من أرض الدكن لأربع خلون من ربيع الآخر سنة أربع

وستين ومائتين وألف، وحفظ القرآن وقرأ المختصرات على أساتذة بلاده، وقرأ على الشيخ عبد

الحليم الأنصاري اللكهنوي، ثم لازم ابنه الشيخ عبد الحي اللكهنوي ببلدة حيدر آباد، وأخذ التفسير

عن الشيخ عبد الله اليمني، وتخرج في التصوف والسلوك على والده، وحصلت له الإجازة منه،

وبرع في كثير من العلوم والفنون، وتوظف في الحكومة، واستقال بعد مدة قصيرة، وحج حجة

الإسلام في سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، ولقي الشيخ الكبير الحاج إمداد الله المهاجر المكي

وبايعه، وحصلت له الإجازة منه.

واختير معلماً لصاحب الدكن سمو الأمير محبوب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015