مظاهر العلوم وأصحاب الإمام رشيد أحمد الكنكوهي خلاف حين قام بختم
القرآن على قبر شيخه في يوم وفاته، وكان متوسعاً في بعض المحدثات التي شاعت عند أهل
الطرق، وكان يدور في القرى يعظ ويذكر، وانتفع به خلق، وحصلت منه الإجازة في الطريقة
القادرية المجددية.
مات لتسع خلون من ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف.
الشيخ أمير الحق العظيم آبادي
الشيخ العالم الفقيه أمير الحق بن ظهور الحق بن نور الحق بن عبد الحق بن مجيب الله الجعفري
الحنفي العظيم آبادي أحد المشايخ المشهورين، ولد لست خلون من ذي القعدة سنة سبع وعشرين
ومائتين وألف ببلدة عظيمة آباد، وقرأ العلم على صنوه الكبير نصير الحق، وأخذ عنه الطريقة،
وتولى الشياخة بعده، وكان يدرس، ويذكر كل يوم، ويقتصر في تذكيره على تفسير القرآن ومعارف
الصوفية، أخذ عنه ولده رشيد الحق.
مات في منتصف المحرم سنة اثنتين وثلاثمائة وألف ببلدة عظيم آباد، وقبر عند أسلافه.
السيد أمير علي اللكهنوي
السيد الفاضل العلامة أمير علي بن معظم علي الحسيني المليح آبادي ثم اللكهنوي أحد العلماء
المشهورين في الهند، ولد في سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، وقرأ الرسائل الفارسية والفنون
الرياضية من الحساب وأقليدس والجبر والمقابلة وعلم المثلثات والمساحة ونحوها، ولما بلغ الخامس
عشر من سنه ترك الاشتغال بذلك وأقبل إلى العلوم العربية، فقرأ المختصرات على السيد عبد الله
الآروي وشيخه مولانا حيدر علي المهاجر، ثم لازم القاضي بشير الدين العثماني القنوجي وقرأ عليه
الأصول والكلام والمنطق والحكمة وغيرها، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ المحدث
نذير حسين الدهلوي وقرأ عليه الصحاح والسنن قراءة تدبر وإتقان، وتطبب على الحكيم عبد المجيد
بن محمود الدهلوي، ثم رجع إلى بلدته وتزوج بلكهنؤ وسكن بها، وصرف شطراً من عمره في
تصحيح الكتب وتحشيتها وترجمتها في مطبعة نولكشور - بكسر النون وفتح الواو وكسر الكاف -
وفي آخر عمره استقدمه ناظر المدرسة العالية إلى كلكته وولاه التدريس، وبعد سنة أو سنتين استقدمه
أعضاء الندوة إلى لكهنؤ وولوه نظارة دار العلوم ورئاسة التدريس بها، فدرس وأفاد نحو ثلاث سنين
وتوفي إلى رحمة الله سبحانه.
وكان مفرط الذكاء جيد القريحة، قوي الحفظ سريع الإدراك، متين الديانة، شريف النفس، حسن
المعاشرة، سافر إلى الحجاز فحج وزار، وولي التدريس بجدة فدرس بها زماناً طويلاً، ورجع إلى
الهند، وكان أعلم العلماء في زمانه وأعرفهم بالنصوص والقواعد مع توسعه في الرجال والحديث،
مديم الاشتغال في كتبه، غير متصلب في المذهب الحنفي، يتتبع الدليل ويترك التقليد إذا وجد في
مسألة نصاً صريحاً مخالفاً للمذهب غير منسوخ، وهو من أشياخي، صحبته مدة وقرأت عليه تفسير
الجلالين من أوله إلى آخره قراءة تدبر وإتقان.
وله مصنفات عديدة، منها مواهب الرحمن في تفسير القرآن بالأردو في ثلاثين مجلداً، ومنها عين
الهداية شرح هداية الفقه بالأردو، ومنها ترجمة الفتاوي العالمكيرية، ومنها شرح صحيح البخاري
بالأردو في مجلدات كبار، ومنها حاشية بسيطة على التوضيح والتلويح، وحاشية على تقريب التهذيب
للحافظ، وتكملة التقريب المسماة بالتصقيب، وله المستدرك في الرجال، جمع فيه رواة الصحاح
والسنن، واستقراهم من أنساب السمعاني وغيره من الكتب، ولكنه لم يتم.
مات في شهر جب سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف بلكهنؤ.
السيد أمين بن طه النصير آبادي
السيد الشريف أمين بن طه بن زين الحسني الحسيني النصير آبادي، أحد كبار العلماء، ولد لثمان
خلون من ذي الحجة سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، ونشأ بنصير آباد من أعمال رائي بريلي،
واشتغل بالعلم أياماً ببلدته على مولانا أحمد حسن، ثم دخل لكهنؤ وقرأ