بخش السهسواني ولازمه مدة، ثم سافر إلى بهوبال وقرأ التوضيح والتلويح ومسلم الثبوت

وتفسير البيضاوي على العلامة محمد بشير السهسواني، وقرأ المطول وشرح السلم للقاضي مبارك

وشرح الهداية للصدر الشيرازي، على شيخنا القاضي عبد الحق الكابلي، ثم أخذ الحديث عن شيخنا

المحدث حسين بن محسن الأنصاري اليماني نزيل بهوبال، ثم رجع إلى سهسوان وأقام بها زماناً، ثم

سكن بقرية بسولي بفتح الموحدة والسين المهملة، يدرس ويتطبب.

وولي رياسة تدريس اللغة العربية والفارسية في مدرسة ببدايون، ثم عين نائب العميد في كلية في

فيض آباد، واشتغل هناك ستاً وعشرين سنة إلى أن أحيل إلى المعاش في سنة أربع وستين وثلاثمائة

وألف، واعتزل في وطنه منقطعاً إلى المطالعة والتصنيف والشعر والأدب.

كان السيد إعجاز أحمد متضلعاً من الفنون الأدبية، بصيراً بأصنافه ومذاهبه، شاعراً مكثراً مجيداً في

أردو على طريقة الشعراء المتأخرين، ويقول الشعر الرصين البليغ في العربية والفارسية وأردو.

توفي في إحدى عشرة خلون من شعبان سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وألف بسهسوان وله من العمر

ثمان وثمانون سنة.

وله مصنفات كثيرة: منها تسلية الفؤاد بترجمة بانت سعاد، وتوقيع الفريد في تذكار أدباء الهند،

ورشحات الكرم في شرح فصوص الحكم للفارابي، والدراري المضيئة، ونقد وانتقاد، وشعر العرب،

وتذكرة شعراء سهسوان، وقند بارسي ديوان شعر له بالفارسية، وسحر وإعجاز ديوان شعر له في

أردو وديوان الشعر له بالعربية، ومن شعره قوله:

قد جبت في طلب العلوم مفاوزاً ومهالكاً كالهائم المتشوق

كم من أذى وسط الفلاة سئمته فلقيت آمالي بوجه مشرق

غرتني الدنيا كثيراً بالغنى وتركتها سخطاً لظاهر رونق

ومن قوله:

يهوى الفتى لذة الدنيا ويأملها ولا نصيب له منها سوى الألم

تباً لدار فناء لا بقاء لها ولا مصير لأهليها سوى العدم

فهب من رقدة الغفلات نل فرصاً فليس ينفع بعد الفوت من ندم

ومن قوله:

ولا أنسى سليمى يوم سارت بها الأجمال طائعة الزمام

أتتني كي تودعني فقامت تعض بنانها والطرف دامي

وغير وجهها وشك التنائي وأوجع قلبها روع انصرام

فأومت باللحاظ حذار واش وفي زفراتها حرق الغرام

مولانا أعظم حسين الخير آبادي

الشيخ العالم الصالح أعظم حسين بن لطف حسين الحنفي الخير آبادي أحد كبار العلماء، ولد ونشأ

بخير آباد، وقرأ العلم على العلامة عبد الحق بن فضل حق العمري الخير آبادي وعلى غيره من

العلماء، ثم سافر إلى بهوبال وقرأ الصحاح والسنن على مولانا عبد القيوم بن عبد الحي البكري

البرهانوي وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة، ولم يزل موظفاً في بهوبال إلى أن توفي، وفي كل عصر

كان مشاراً إليه في الفقه والديانة مع الاستقامة على الطريقة والصلاح الظاهر، لقيته غير مرة في

بهوبال، وكان هاجر إلى الحجاز في آخر عمره وأقام بها نحو عشر سنين.

مات في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف بالمدينة المنورة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015