ثم اللكهنوي نواب منتظم الدولة، كان أصله من
كشمير، قدم والده إلى لكهنؤ في أيام آصف الدولة، وتقرب إلى الأمراء، واشتغل ولده مهدي بالعلم،
وأخذ العلوم الحكمية، ثم تطبب على من بها من الحذاق في الصناعة الطبية، ثم اشتغل بها، ورزق
حسن القبول، وتقرب إلى نواب سعادة علي خان صاحب أوده وخدمه مدة، ولما توفي سعادة علي
خان المذكور، وتولى المملكة ولده غازي الدين حيدر ولاه وزيره معتمد الدولة علي خير آباد
ومحمدي سنة ثلاثين ومائتين وألف، وكان في قلبه شيء منه، فأراد أن يبعده عن الحضرة، ثم أراد
أن يعزله ويتهمه بالبغي والخروج، فلما وقف عليه الحكيم خرج من مستقره سراً، وسار إلى فرخ آباد
واعتزل هناك مدة من الزمان، ثم استقدمه نصير الدين حيدر واستوزره سنة ست وأربعين فافتتح
أمره بالحزم والسياسة، وبنى مارستاناً كبيراً بمدينة لكهنؤ وولي عليه مرزا علي أكبر ابن الحاج
الغوغائي، وكذلك أسس داراً الطباعة السلطانية وولي عليها أحداً من الإنكليز، وكذلك بنى داراً
للعجزة، والمدرسة الإنكليزية، وبنى المرصد، وولي عليه هربرت أحد المهندسين من طائفة الإنكليز،
وبنى مدرسة عظيمة للكشميريين، ووظف عشرة رجال من العلماء للتدريس، ووظف للطلبة الوظائف
الشهرية والأطعمة اليومية ورتب لخدمتهم الغلمان، وكان يستمع منهم الدروس، ويطعمهم ألذ الحلوات
والأطعمة، ثم عزل عن الوزارة سنة ثمان وأربعين، وأمر بجلائه فرحل إلى فرخ آباد ولبث بها
زماناً، ثم استقدمه محمد علي شاه، وولاه الوزارة الجليلة مرة أخرى سنة ثلاث وخمسين، ومات في
بضعة أشهر من وزارته.
وكان صاحب عقل ورزانة، متين الديانة، حازماً شجاعاً ماهراً بالفنون الحكمية، له آثار باقية من
القناطر العظية ببلدة لكهنؤ وشاهجهانبور وغيرهما، توفي لأربع بقين من رمضان سنة ثلاث
وخمسين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، وقبره مشهور ظاهر في البلدة.
ملا مهدي بن محمد شفيع المازندراني
الشيخ الفاضل مهدي بن محمد شفيع الشيعي الأستر آبادي المازندراني أحد العلماء المشهورين، ولد
ونشأ بمازندران، وقرأ العلم على السيد علي الطباطبائي وعلى غيره من العلماء، ثم قدم الهند ودخل
لكهنؤ في عهد غازي الدين حيدر سنة أربعين بعد المائتين والألف وسكن بها، وكان فاضلاً مجتهداً،
لم يزل مشتغلاً بالتدريس والتصنيف، معتزلاً في بيته، ومن مصنفاته قاطيس العقول في قواعد
الأصول ونباريس الفرعيات في نواميس الشرعيات وحاشية له على المطول ورسالة له بالفارسية في
أصول الدين، وله غير ذلك من الرسائل.
مات في ذي القعدة سنة تسع وخمسين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ فدفن في حسينية المجتهد، كما في
نجوم السماء.
السيد مهدي بن هادي اللكهنوي
الشيخ الفاضل مهدي بن هادي بن مهدي بن دلدار علي الحسيني الشيعي اللكهنوي أحد أكابر العلماء
الشيعة، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على والده، وأجاز له عم أبيه السيد محمد بن دلدار علي،
وله مصنفات منها تحفة الصائم ورسالة في الاجتهاد والتقليد.
مات بعد وفاة والده بسنتين سنة سبع وسبعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
السيد مهدي بن نجف علي الفيض آبادي
الشيخ الفاضل مهدي بن نجف علي الحسيني الرضوي نسباً والشيعي مذهباً والعظيم آبادي أصلاً
والرسول بوري مسكناً، كان من العلماء المشهورين في عصره، قرأ العلم على السيد هادي بن مهدي
بن دلدار علي المجتهد النصير آبادي بمدينة لكهنؤ، ودرس وأفاد بها زماناً، له تذكرة العلماء في
أخبار علماء الشيعة في مجلد ضخم بالفارسية.
مات سنة إحدى وستين ومائتين وألف، وأما، رسول بور فهي محلة من محلات جعفر نكر وهي
قرية جامعة من أعمال إتاوه، كما في تكمة نجوم السماء.