بشرحها كالشّيخ أحمد الغرقاوي (?) المصري، والشّيخ أبي الحسن علي المؤخّر (?) تلميذه والشّيخ أحمد العصفوري (?) التّونسي، وبعض فضلاء الفاسيين (?)، وله رسالة مشتملة على قواعد الإسلام وأحكام الطّهارة والصّلاة شرحها الشّيخ النفراوي (?) المصري، وشرحها هو بشرح ولم يستكمله (?)، وله رسالة في الميقات سمّاها إنقاذ الوحلة في معرفة الأوقات والقبلة (?).
وكان إبتداء أمره يتعلّم على الشّيخ أبي الحسن الكرّاي وفقهاء بلده، فلمّا اشتدّ عمل على الذّهاب لتونس لتوفّر فقهائها فمنعه والده خوفا عليه فأبى إلاّ الذّهاب، فسافر إليها واشتغل بالعلم، ولم يكن بيده قوّة مال، فلمّا نفذ ما بيده اشتدّ به الحال حتى صار يشتري شيئا يسيرا من التّمر يغليه على بقيّة نار الطّلبة ويشرب ماؤه ليمسك به رمقه، ويفعل به ذلك مرّات، فإذا انقطعت (?) حلاوته إشترى شيئا يسيرا غيره والطّلبة يظنون أنّ له (?) طعام مثلهم، وذلك حرصا على العلم وتعفّفا كما قال تعالى: {يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ} (?) وكان عليه سيماء الصّالحين فاطّلع عليه بعض أهل الخير، فعيّن له كلّ ليلة نصيبا من الطّعام يبعث له به يقتاته على جاري عادة أهل / الفضل من تونس المحمودة قلّ من يشاركهم فيها إلاّ من تشبّه بهم.