اللخمي غير صحيح اذ لم يذكره هنا وهو محله، فانفصل الطالب عنهم في غم شديد، فلما نام (?) من الليل رأى في منامه الشّيخ أبا الحسن اللخمي فقال له: يا سيدي نقلت عنك، وذكر له القصة وكون الطلبة نظروا كتابه في بيوع الآجال ولم يجدوا فيه ذلك النقل، فقال له: ذكرته في فصل الخلع، فانتبه الطالب فرحا فقام في ليله ونظر الكتاب فوجده كما نقل، فلما أصبح ذكر ذلك لأهل المجلس واشتهرت قضيته وفضل الله عليه برؤيته المذكورة.
وتوفي - رحمه الله تعالى - سنة ثمان وسبعين وأربعمائة (?) وقبره مزار (?) يعرفه الخاص والعام، ولهم فيه اعتقاد تام وحق لهم ذلك (?) اهـ.
قلت: وقد بنى عليه بعض الولاة قبة مشهورة ظاهرة النور والبركة [وعلى باب القبة في العتبة العليا منقوش هذه الأبيات لبعض الشعراء تدل على أن القبة بناها مراد باي:
[الطويل]
هلال تبدّى (?) في علا الأفق ساطع ... وأشرق عنه (?) الكون كالبرق لامع (?)
أمين كريم علي زكي الفواضل ... مراد (?) مراد الباي في العزّ طالع
فأحيي ضريح الحبر علمه ظاهر ... أبي الحسن اللخمي يكن له شافع
فيا ربّنا أبق الباي واحفظه دائما ... فكلّ كريم في حماه تراتع
وبلّغه في نجليه ملكا ورفعة ... وقلّده سيف النصر رحبه واسع (?)
ومعه فيها صاحبه الشّيخ عبد الجبّار الفرياني خلف قبر الأستاذ متّصلا به، وفي مؤخر القبة قبر عليه شباك في الرّكن الشّرقي الشّمالي لبعض / الولاة رجاء بركة الشّيخ أن يعفو الله تعالى عنه، فرؤى الشّيخ في النّوم فقال: فرقوا بيني وبينه، فجعل ذلك الشباك، والله أعلم (?).