ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي اللخمي:

ومن أعيان فقهاء صفاقس وأفاضلها المشهورين أبو الحسن علي بن محمّد الربيعي المعروف باللخمي (?)، وهو ابن بنت اللخمي، تفقه بابن محرز والتونسي والسّيوري وغيرهم، وظهرت فتاويه، وكان فقيها فاضلا متفننا ذا حظ من الأدب والحديث، جيد النظر حسن الفقه، كان فقيه وقته وأبعد النّاس صيتا في بلده، وبقي بعد أصحابه فحاز رئاسة بلاد إفريقية جملة، وتفقّه به جماعة من الصفاقسيين وغيرهم، أخذ عنه أبو عبد الله المازري، وأبو الفضل النحوي، وعبد الحميد الصفاقسي، وأبو علي الكلاعي، وعبد الجليل بن مفوّز (?) وغير واحد، وله تعليق على المدونة سماه «التبصرة»، مفيد حسن، وهو مقدم (?) بتخريج الخلاف في المذهب واستقراء الأقوال، وربما اتبع نظره فخالف (?) المذهب فيما ترجح عنده، فخرجت اختياراته في الكثير عن قواعد المذهب.

وكان حسن الخلق مشهور الفضل، زاد ابن ناجي (?) قوله: أصله من القيروان ونزل صفاقس، مسجده (?) بصفاقس مشهور إذا دخله الداخل يرى فيه نورا زائدا على غيره من المساجد، وفي زماننا يدرس فيه / الشّيخ أبو بكر القرقوري صاحب الزاوية القريبة (?) منه، فدرس فيه نحوا من أربعين سنة، ثم قال: ولما قرئ قول المدونة في بيوعات (?) الآجال بمنع ضع وتعجل (?) في درس بعض مشيخة التونسيين لم يذكر أحد من أهل الدّرس خلافا الا واحدا فقال: هذا المشهور وأجازه ابن القاسم فأنكر عليه، فقال: اللخمي حكاه. فلما انفصل المجلس نظر أهله كلام اللخمي في بيوعات (263) الآجال فلم يجدوا فيه شيئا، فلما كان من الغد قالوا له: ما ذكرت عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015