ولما جرى ذكر السّيوري فلا بد من التّعرّض لذكره لفائدة. هو أبو القاسم عبد الخالق بن عبد الوارث القيرواني، آخر طبقة من علماء إفريقية (?)، وخاتمة أئمة القيروان، ويقال انه تفقه بأبي بكر بن عبد الرّحمان وأبي عمران (?) وتلك الطبقة، وعليه تفقّه اللخمي وعبد الحميد المهدوي إبن (?) الصائغ، وأخذ عنه قديما عبد الحق وابن سعدون وغيرهما، وطال عمره، فكانت وفاته بالقيروان سنة ست وستين وأربعمائة (?). قال في معالم الايمان (?): قال عياض: ويقال أنه مال أخيرا إلى مذهب الشافعي، قلت (?):
ليس هو بتقليد ولا خلاف في أكثر المسائل، وانما خالف في قليل كقوله: القمح والشعير جنسان. وما زلت أسمع أنه رمى لقطّة لقمة من شعير وأخرى من قمح فشمّت اللقمة الأولى وانصرفت عنها ثم شمت الأخرى فأكلتها ولم تعد للأولى، فقال: هذا الحيوان البهيمي فرق بينهما، وكذلك خالف المذهب في التدمية البيضاء وقال: لا يعوّل عليها، وكذلك قال بخيار المجلس كما قال المخالف، وهو قول ابن حبيب من أصحابنا للدلائل الدّالة على رجحان مذهب من خالف مالكا فيها، قال ابن المواز في كتاب الخيار من تعليقته (?): حلف السّيوري بالمشي لمكة لا يفتي مالك في هذه الثلاث مسائل.
قال: ولما أرادوا تجديد / السّور بعد خراب القيروان وطلب إدخال داره امتنع بعض من له القول (?) فدعا (?) عليهم بعدم الاتفاق في الكلمة فمن ثم لم يكن لهم مشيخة أي عرفا (?).