والفنارات (?)، وأخرج كلّ ما كان بالدّار والزّاوية حتّى أن رجلا دخل تحت صندوق (?) الشّيخ أخرجه، ثم خرج وبعد / ذلك حمله بغضه للشّيخ أبي الحسن الكرّاي - نفعنا الله به - على دخول حرم زاويته (?)، وكان الشّيخ معتكفا بها ملازما للاعتكاف، فهجم وهو سكران على الشّيخ وأخرجه وأكرهه على المشي معه لداره، فاستغاث الشّيخ بالله تعالى وقال: «يا قهّار» ثلاثا، ثمّ استصرخ أولياء الله، فنادى بسيدي عبد القادر (?) ثلاثا (ثم عمّم رجال الله ثلاثا) (?) فلمّا ذهب سكره رجع نادما، فأتى الشّيخ وقال له: ندمت (?) فقال: ندمت حيث لا ينفعك الندم، وتندم وكررها ثلاثا، ثم أتاه بشربات تطييبا لقلبه، وكان الشّيخ صائما فأبى، فأمره بالرّجوع إلى زاويته نهارا، فأبى ذلك وقال: لا أرجع إلاّ ليلا، فلمّا حلّ الفطر وصلّى المغرب عرض عليه الطّعام فأبى حتّى جيء له بشربة ماء من زاويته فأفطر عليها، فلمّا أراد الإنصراف أتى له بفرس الزّاوية، فلمّا أراد الرّكوب حمل له الفاسق الرّكاب (وتحلّل من الشّيخ وخاف وارتعد قال الشّيخ أبو الحسن - رحمه الله تعالى -) (?): وكان مع إبن عطية خليله المتجري الأكبر الذي نزل عليه البلاء واحتاط الشقي قاسم الخرّاط وغيره من أتباعه لا سامحهم الله.

وكان الهجوم على الزّاويتين يوم السّبت، فلمّا كان الخميس الذي بعده أتى الخبر من محمّد باي إبن المرحوم مراد باي من بلد الكاف وأنّه حاز المحلّة والبلاد في تلك الساعة التي دخل فيها للزاويتين، فرعب إبن عطية من ذلك رعبا عظيما، وأرسل محمّد باي إبن الانكشاري لصفاقس وأمره بالقبض على إبن عطية، وجهّز معه نحو العشرين فارسا، فتوجّهوا / لصفاقس وسبق إبن الانكشاري ومعه فارس واحد، فلمّا بلغه خبر وصولهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015