- وكان يحلق رأسه فحلق منه نصفه وبقي نصفه - حمله (?) الفزع على ترك رأسه منصّفا من غير إكمال، وفرّ هو وحريمه وأتباعه (ومماليكه عراة) (?) حفاة فلم يهتدوا (?) لزاوية أبي بغيلة إلاّ بعد (التي واللتيا) (?) فقيّده الله في زاوية سيدي علي الكراي - رحمه الله ونفعنا به - (?) وأقام بها أيّاما، وبقيّة فرسان إبن الإنكشاري لمّا وصلوا البلد وجدوا الباب مغلقا فرجعوا للقيروان، وذلك أنّ أهل البلد من شدّة بغضهم في إبن عطية لمّا دخل إبن الإنكشاري خافوا أن يخرج إبن عطية فغلقوا أبواب البلد، ولمّا استقرّ ابن الإنكشاري هجم على إبن عطية فعجز عنه لتحرسه بالبندق.
قال الشّيخ أبو الحسن - رحمه الله تعالى - دخل بعض النّاس على إبن عطية يوم موته فرأى (وجهه منتقعا (?) وصدره مختلجا فقال له: ما لك؟ فقال: أخذتني سنة فرأيت ثلاثة رجال قد دخلوا علي هذه التّربة، فقال أحدهم: كتّفوه، فكتفني واحد. ثم دقّني واحد منهم في هذا الموضع الذي تراه مختلجا، فقلت لهم: من أنتم؟ فقال أحدهم: أنا عبد القادر الجيلاني، وهذا أبو إسحاق الجبنياني، وهذا الذي دقّك أبو بكر الكرّاي، وجعل الشّيخ الجيلاني ينادي: يا علي يا كراي، فأجابه الشّيخ من القبر، فكان أوّل من ضرب من جماعة إبن عطية هو برصاصة في الموضع الذي اختلج عليه من صدره، ثمّ قتل أتباعه ومماليكه جميعا بالسّيف والبندق وربطت (?) أرجلهم بالحبال وجرّوا بالأزقّة (?) وكان بين دخول حرم الشّيخ وقدوم إبن الإنكشاري خمسة أيّام فمن ثمّ يسمّى الشّيخ أبو الحسن الخموسي (?).