المكوس والغرامات، وأمره أن لا يترك أحدا ولو كان من المساريح (?)، فسطا (?) على مساريح الشّيخ الكراي ولم يقبل مراجعة، ورضي بذلك إبن عطية وتحامل على حرم الشّيخ ومساريحه، فدعا عليه الشّيخ أبو الحسن الكراي فازدرى (?) به وهزأ.

فلمّا انتقل مراد باي إلى رحمة الله ووقعت بين أخيه محمّد الحفصي وبين إبني أخيه مراد ما وقع، سعى إبن عطية في الفتنة ولم يراقب الله تعالى، فأوقد نار الحرب ليجد لنفسه فسحة في تصرفاته لاشتغال السّلطنة عنه بما هو أهم.

فلمّا تولّى الحفصي ولاّه على صفاقس. ولمّا قدم محمّد باي وخرج محمّد الحفصي فرّ ابن عطية لعنّابة نحو سنتين ونصف.

فلمّا استولى على البلاد علي باي في (?) ثالث عشر من صفر سنة ثمان وثمانين وألف (?) استلزم (?) إبن عطية بلد صفاقس من علي باي (?)، فتحيّر النّاس قاطبة منه لما يعلمون من شؤمه وظلمه وعسفه، فاجتمع أهل الحلّ والعقد من البلد وهربوا لزاوية الشّيخ سيدي (?) علي الكراي بأهاليهم ونقلوا معهم ما يعزّ عليهم (من المتاع والأثاث) (?) فجعلوه بدار بعض حفدة الشّيخ قرب (?) الزّاوية، فدخل إبن عطية ليلا للبلد في نحو ستّين فارسا مماليك سود وبيض وصبايحية، فقصد زاوية الشّيخ الكراي، فنزل على الدّار التي بها أموال المسلمين وحريمهم وأشعل (?) الشموع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015