صدر منهم، فتأهّبوا للمسير مع الباشا كارهين، فأمّر عليهم المكّني وجعلهم تحت نظره، فتمنّوا الموت لفراق وطنهم وأحبابهم ودخولهم تحت نظر عدوّهم، فلمّا وصلوا لطرابلس فرح النّاس بهم وأنزلوهم، وصار المكّني وزيرا أعظم عند الباشا، وما زالت أعقابه (?) وأعقاب تلك الجماعة بطرابلس إلى الآن، ولقد شاهدت دارا عظيمة بالمنشية من طرابلس، ورأيت حولها أطفالا عليهم آثار النخوة ومعهم جوار سود، فسألت عن الدّار فقيل لي هي دار المكّني وهذه بقيّة من ذرّيته وذلك سنة أربع وسبعين ومائة وألف (?).
ولمّا فتح العساكر العثمانية تونس إسترجعوا صفاقس لحكم تونس (?) وصار الولاة واردين عليها من تونس كما كانت في سالف الزمن.
ولمّا تولّى الملك مراد باي إبن حمّودة باشا - رحمهما الله تعالى - ولى على صفاقس إبن عطيّة (?) جلّي فكان ظالما غشوما فاستولى على جميع الوظائف المخزنية، وكان في ابتداء أمره معتقدا في الشّيخ أبي الحسن الكرّاي (?) - نفعنا الله به - ويظهر الإحسان حتّى تمكّن من البلد، وابتنى له قصرا خارج البلد تشبها بملوك تونس في قصر باردو، وانقلب إحسانه إساءة، ومحبّته في الشّيخ أبي الحسن بغضا.
فلمّا نافق أبو القاسم الشّوك بجبل وسلات وخرج له مراد باي - رحمه الله - وحشد له الحشود فمن جملة / من خرج معه بعسكر من صفاقس إبن عطية، وخلّف نائبه على