يجتمع فيه أهالي تلك القرى، فاتّخذوا له فنادق لحفظ دواب الواردين وأمتعتهم، وأحدثت (?) هناك مرسى للقادمين من البحر كأهل قابس وجربة وطرابلس وقرقنة وغير ذلك، فابتنى النّاس لهم مساكن وكثرت النّاس.

فلمّا كان زمن أبي إبراهيم أحمد بن الأغلب - رحمه الله - وكان له اعتناء بأفعال الخيرات وإنشاء الحصون والمحارس، أمر ببناء سور من الطوب على ما اجتمع من المساكن والفنادق والسّوق على يد علي بن سلم (?) جد سيدي أبي إسحاق الجبنياني - نفعنا الله به -.

وسبب بناء أحمد بن الأغلب - رحمه الله - على ما نقل في معالم الإيمان (?) عن أبي بكر التّجيبي (?) أنّه كان - رحمه الله - أجمل بني الأغلب، وكانت له شعرة يعني شيئا من شعر في وسط رأسه، فكان إذا جلس للشّرب مع الجواري نظّمت شعرته بالجوهر / المصنّف، ويجعل من فوقها التّاج المكلّل بالدّرّ والياقوت الأحمر، وكذلك يفعل الجواري، فنظر إلى وجهه في المرآة فتكلّم بكلمات (?) كفر فلمّا أفاق أخبر بذلك، فبكى وندم وأمر برأسه فحلق شعرته وتاب، ووجّه في طلب القاضي سليمان وجمع علماء المدنيين والعراقيين (?) وسألهم فصعّبوا عليه، وركب إلى دمنة، وهو إسم مكان يجتمع فيه الزّهّاد والمرضى، قال: ركب إلى دحيم (?) الضرير (?) المتعبّد وكان مستجابا، فأخبره وسأله الدّعاء، ثمّ ركب إلى قصره في قضاته ووزرائه حتّى دخل على محمّد بن يحيى بن سلام التميمي الفقيه، فسأله عمّا صدر منه، وهل له من توبة؟ فقال له: إن كنت اعتقدت ما تكلمت به فهو عند الله عظيم، وإن كنت لم تعتقده فالتّوبة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015