مبسوطة فتب إلى الله تعالى، وتقرّب إليه بالصّدقة، فقال له: جزاك الله خيرا كما دلّيتني على الله تعالى، ولم تؤيّسني من رحمته التّي وسعت كلّ شيء، فظهرت من أبي إبراهيم آثار جميلة من أفعال البرّ والصّدقات وبناء المساجد والمواجل حتّى مات، ولم يترك في بيوت أمواله شيئا بأن أخرج ثلاثمائة ألف دينار من بيت مال المسلمين فأمر ببناء ماجل باب تونس، وبنى في جامع القيروان القبّة الخارجة عن البهور (?) مع الصفتين اللّتين تليانها من جانبيها جميعا، وبلاطها الّذي بين يديها مفروش، وعمل المحراب جلبت له تلك القراميد (?) المهيئة (?) لمجلس أراد أن يعمله، وجلب له من / بغداد خشب السّاج ليعمل له منه عيدان الملاهي فعملها منبرا للجامع، وجاء بالمحراب مفصّلا رخاما من العراق عمله في جامع القيروان، وجعل تلك القراميد في وجه المحراب وكمّل له رجل بغدادي قراميد زادها إليها وزيّنه تلك الزّينة العجيبة بالرّخام والذّهب والآلة الحسنة، وبنى ماجل باب [أبي] (?) الرّبيع، وأمر ببناء ماجل القصر الكبير بسوسة، وبنى جامع مدينة تونس، وبنى سور سوسة، وبنى دار الملك بسوسة، وبنى قصر لمطة (?)، وبنى سور صفاقس، وتصدّق بباقي المال على الفقراء والمساكين، قال: وملك إفريقية وهو إبن عشرين سنة، وعاش بعد هذه الحادثة خمس سنين (?) اهـ.
وقد تقدّم أنّ وفاته كانت سنة تسع وأربعين ومائتين (?) فيكون بناء سور صفاقس في سنة خمس وأربعين (?) وما بعدها.
وذكر (?) الشّيخ الفقيه أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد اللّبيدي الحضرمي - رحمه الله تعالى - «أنّ علي بن سلم جدّ سيدي أبي إسحاق الجبنياني - رحمه الله تعالى - كان من أهل العلم من أصحاب سحنون بن سعيد - رضي الله عنه - وهو ولد سحنون من الرّضاعة، أرضعته أمّ محمد بن سحنون مع محمّد، ثم ولاّه سحنون قضاء