الداي أحمد شلبي ودوره في الفتنة بين الأخوين محمد باي وعلي باي

أردتم الخنق فاتركوني أتوضّأ، فتوضّأ وصلّى ركعتين وأخذ الحبل ووضعه في عنقه وأخرج محرمة من جيبه لربط يديه، ثمّ قال للنّصارى: إذا جذبتم فلا تريّحوا كالعادة ثمّ التفت للحاضرين وقال: سبحان الله! دخلت النّار خلف علي باي مرارا (?) فانظروا بما كافأني، واشتغل بكلمة الشّهادة إلى أن فاضت روحه وكان صاحب / صدقات وإحسان فقدم على ما قدم.

الداي أحمد شلبي ودوره في

الفتنة بين الأخوين محمّد باي وعلي باي:

ولمّا رأى أحمد شلبي إبن المرحوم يوسف داي ما وقع بطاباق من غير جرم وكان إذ ذاك آغة القصبة خاف ثائرة علي باي وبطشه فأغلق (?) باب القصبة عليه، فأرسل علي باي أخاه رمضان باي وخليفته القائد مراد وجماعة من صبايحية الترك فكسوه قفطان الولاية وبايعوه، فأضحى أحمد شلبي دايا في إثنين من شوّال سنة ثلاث وتسعين وألف (?). فلمّا بويع أخذته رعشة فاختلج جميع جسده لقوّة شهامته وشجاعته.

فمن مآثره الحميدة النّاشئة عن شجاعته أنّه قدم مركبان (?) من الجزائر غازيان (?) في سبيل الله فنزل بعض جندهما لتونس، ونزلوا بوكالة العطّارين، فمرّ إثنان منهم فمسكا غلاما من أطفال المسلمين للفاحشة، ومن الغد توجّها إلى مركبيهما (?) بغار الملح فلمّا بلغه ذلك أرسل خلفهما لغار الملح من مسكهما في الطّريق، فلمّا وصلاه خنقهما وألقاهما ببطحاء القصبة. وكاتب حاكم الجزائر (?) يقول له: إن بعضا من جندك تعدّى على أبناء المسلمين وصدر منه ما صدر، وقد فتكت به، وأنت كذلك إذا رأيت ما يوجب ذلك من عسكرنا فافعل كفعلنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015