ولمّا استقر به الأمر أخرج طائفة [طاباق] (?) من القصبة فنفى بعضهم وأبقى بعضا ساكنا بتونس، وأرى (?) النّاس من هيبته ما أزعجهم.
وكان جهّز فرقاطة للجهاد في سبيل الله فأخذها عدوّ الدّين / وبلغه أنّ بعض معاهدي النّصارى أرسل من يخبر العدوّ بشأنها وضعفها فكان سبب خروجهم لأخذها، فعند ذلك جمع القسيسين بتونس وسجنهم وقال: لا ينجيكم من يدي إلاّ إرسالها (?) فكان بينهم (?) لجاج كبير، فأطال حبسهم حتّى جيء بها.
ومن سعادته أنّه جاءته غنيمة عظيمة كانت سببا لقيامه بأمره.
ثمّ إنّه لم يهن (?) باطنه خوفا من بطش علي باي خصوصا وقد مشى أتباع علي باي بالعنف في النّاس، وطالت أيديهم بالجور، ولم يزجرهم سيّدهم، فاستباحوا بعض ما في أيدي النّاس.
ثمّ فسد ما بينه وبين علي باي بموجب أنّ رجلا من قبيلة ورشفّانة (?) من أعراب طرابلس إسمه خليفة (?) بن زايد كان له ولد في بلد راس الجبل بقرب غار الملح، فسمع إبنه بعرس مارّ على بابه فنزل وافتكّ البنت على رؤوس الإشهاد وفتك بها وأرسلها إلى أهلها، فجاؤوا مستغيثين رجالا ونساء لباب أحمد شلبي، فلما طرق سمعه هذا الخطب أرسل خلفه في الحين وسجنه، فجاء أبوه يتكلّم في شأنه فما التفت إليه، فأغلظ أبوه في الخطاب بحضرة الداي (?) إلى أن قال للدّاي: حكمي ليس تحت نظرك وإنّما هو تحت نظر صاحب البلد علي باي، فازداد الداي غضبا وأمر بخنق ولده من ساعته، فما ازداد الأب إلاّ إغلاظا (?) في الخطاب فألحقه بابنه وألقاهما ببطحاء القصبة، فلمّا قرع هذا الواقع آذان أتباع علي باي ممّن كان بالمدينة ركبوا خفية ومن جملتهم / مصطفى