«أما بعد فقد بلغنا خطابكم وحمدنا الله على بذل نصحكم وليس بضائع في جانبنا، وما أوصيتنا كلّه صار في البال، ونعم النّظر، وهو أقرب لبلوغ الآمال (?)، وجزاكم الله خيرا، ونحن ليس لنا تأخّر عن الشّروط الّتي اشترطت فكلّ منها سهل والسّلام».

وأمر حامله أن يتوجّه به لعلي باي على وجه الخيانة لمحمّد باي، وطلب (?) البشارة من علي، فلمّا قرأ الكتاب وكان بالجريد كرّ راجعا لتونس، ونصب شباك الخداع لطاباق حتّى ورد للسّلام (?)، ولم يظهر له ممّا في نفسه شيئا.

فلمّا ورد عيد الفطر وقد شمّ / طاباق رائحة التّغيّر من علي باي تأخّر يوم العيد فوقع ذلك التّأخّر بخاطر علي باي، فبعث من الغد القائد مراد له فلاطفه وحضّه (?) على المسير فنبّه طاباق [طائفة] (?) الّذين كان أعدّهم بين يديه بالسّلاح، وسار إلى أن دخل باردو فغلق (?) الباب في وجوه من خلفه، فتفرّق عنه جموعه.

وكان علي باي أرسل خيلا قبل ورود طاباق، فكان كلّما فارق مكانا عمّروه حائلين بينه وبين رجوعه، فلمّا حصل بباردو (?) قبضوا عليه وأتوا به لعلي باي فسجنه سبعة عشر يوما (?)، ثمّ أرسله (?) مع بلكباشية المعيّنة من الدّيوان على أن يدخلوه لغار الملح لمسكنه هناك قبل ولايته في المدّة الّتي كان فيها رئيسا بالبحر، وأوصاهم علي باي أن يخنقوه في بعض بساتين الطّريق، فلمّا بلغوا البستان المسمّى برأس الطابية ونظروا إليه قال لهم: أنزلوني هنا أسرّح نظري فساعدوه، فلمّا دخلوا تكلّموا خفية: أين نجد مكانا أليق من هذا؟ فقال أحدهم: وأين النّصارى أهل الخنق؟ ففطن طاباق (?) فقال: إن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015