فقالوا: ندافع عن أنفسنا وأولادنا، فشكر لهم ذلك، وجاءت الأخبار إلى أنّ الباشا خرج من القيروان فلحق بأهل الجزائر ودخل بهم الوطن، وأنّهم بعثوا جماعة منهم للكاف لأخذ المؤونة، وأنّهم أرادوا الدّخول للحصار، فمنعهم كافله، وفتكوا بأهل البلد، وتقوّى طمعهم في أخذ الكاف ومشت (?) رسلهم إلى الباي وهو في منزله السّابق، فأجابهم بإرضائهم وقال: أنا قاصد إليكم فرحل بهم، ثمّ إن أهل الجزائر رحلوا عن الكاف، وفتح الكاف وتوجّه علي باي نحو الزوارين (?).
علي باي:
وفي ذي الحجة من السّنة المذكورة وقع الصّلح بين الباشا والباي، فتوجّه محمّد باي القيروان، وبقي علي باي حتّى أخذ خاطر أهل الجزائر ورجعوا إلى أوطانهم فأخذ يستجلب / خاطر أولاد سعيد ويماكرهم حتّى نزل عليهم بليل في الفحص فأحاط بهم صباحا وأخذهم أخذة رابية، ورحل إلى الجريد ومرّ بالقيروان وقابس وانتهى لجربة فصالح أهلها ومهّد الأوطان، ثمّ كرّ على الجريد راجعا لتونس، فلما قرب من القيروان خرج إليه أخوه للسّلام عليه فتعانقا ورجع كلّ إلى مكانه، وانفرد علي بتدبير المحال (?) السّلطانية، وتصرّفت أحكامه في الأوطان والرّعية، وكانت غيبته ثلاثين شهرا ودخل مستقرّه في ثلاث من ربيع الثّاني سنة إثنين وتسعين وألف (?).
ثمّ إنّ محمّد باي (?) صار كلّما ترقّى أخوه اغتاظ (?)، فمن عجيب مكره أنّ أخاه لمّا اعتضد بطاباق (?) أراد زرع الفتنة بينهما ليقطع عضده فكتب لطاباق صورة جواب خطاب مقرّر من طاباق مضمونه: